![]() |
من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
https://www.alukah.net/images/conten...51_180x180.jpg *د. حسني حمدان الدسوقي حمامة [h2]من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة[/h2] [h2]حديث: (مثل المؤمنين)[/h2] ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:* (مثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، *إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)؛* (رواه مسلم: 4/1999، وأحمد: 4/70). * يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يجب أن يكون عليه حال* الأمة المسلمة من تواد وتراحم وتعاطف، فيأمرنا صلى الله عليه وسلم* أن نتوادَّ ونتعاطف ونتراحم، ولكي نفقه إلى أي درجة يكون* هذا الترابط والتعاطف، ضرب لنا صلى الله عليه وسلم مثالًا* بالجسد الواحد وما يحدث فيه عندما يشتكي عضو من أعضائه،* ووصف لنا ما يحدث عند الشكوى من أن الجسم* يتداعى كله بالسهر والحمى، من أجل هذا العضو،* وأن الجسم لا يزال يتداعى حتى تتوقف شكوى ذلك العضو. * والنبي صلى الله عليه وسلم بما أُوتي من جوامع الكلم* وصف لنا ما يحدث في جملة شرطية قصيرة،* فعل الشرط فيها:*اشتكى،* وجواب الشرط: تداعى. * وجه المطابقة بين الحديث وما توصل إليه الطب: علميًا: في إخباره صلى الله عليه وسلم بحقيقة ما يحدث* في الجسم البشري والذي لم يكشف عنه العلم* إلا حديثًا في السنوات الأخيرة. * فهل وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمرًا* لم يكن يعرفه أهل العلم في زمانه؟! * نقول: نعم، لا في زمانه ولا بعد زمانه صلى الله عليه وسلم* بقرن، بل بعد أكثر من ثلاثة عشر قرنًا من الزمان،*كيف؟ كل الناس من قديم كانوا يعرفون أنه إذا أُصيب عضو،* أُصيب سائر الجسد بالحمى، نعم هذا معروف،* وبالسهر، كان أيضًا معروف على ظاهره في بعض الأحوال،* وإن كان الظاهر في أحوال أخرى أن المريض يرقد* وينام أحيانًا حتى يتماثل للشفاء. * ولكن الحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة* لا على المجاز، وبحدوث السهر أيضًا على الحقيقة،* وبكل ما يحمله معنى السهر الحقيقي،* سهر الجسد كله، كما ورد في النص (تداعى له سائر الجسد بالسهر)* والحمى ثانيًا تأتي مع السهر، وبعد أن يبدأ السهر والسهر[1]* يحدث حتى ولو كان المريض نائمًا ولو كان في غيبوبة!* هذا ما نفهمه من ظاهر الحديث. * والجسم يتداعى، والتداعي يكون بمجرد الشكوى،* فإن لم توجد شكوى لم يوجد تداعي (إذا اشتكى... تداعى). * والتداعي لغة يعني: 1-*دعا بعضه بعضًا. * 2-*تجمع عليه من كل صوب وحدب؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم:* (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)؛* (رواه أبو داواد: 3/483، وأحمد: 5/78). * 3-*تهدم وانهيار. * * فهل حقًّا يشتكي العضو على الحقيقة أم أنه على المجاز؟* وكيف يشتكى العضو بلا لسان؟* وهل كان الناس يفهمون أن الشكوى على الحقيقة؟ * إن من يقرأ حقيقة ما كشفه العلم من انطلاق نبضات عصبية حسية* من مكان الإصابة والعضو المريض إلى الدماغ، وإلى مراكز الحس و التحكم غير الإرادي، وانبعاث مواد كيماوية وهرمونات من العضو المريض،* وبمجرد حدوث ما يتهدد أنسجته، تخرج أول قطرة دم تنزف* أو نسيج يتهتك أو ميكروب يرسل سمومه بين الأنسجة والخلايا،* وتذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ والأعضاء* الحيوية المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية،* من يعرف هذه الحقائق لا يستطيع إلا أن يصفها بأنها شكوى* على الحقيقة وليست على المجاز،وإلا فما هي الشكوى؟ * أليست هي إخبار وإعلام واستغاثة من ضرر ونازلة* ألَمَّت بالشاكي؟ ولمن تكون الشكوى لغة[3]؟ أليست توجه للجهة التي يظن أنها تتحكم في مجريات الأمور،* وتملِك من الإمكانات ما تنقذ به الشاكي، وترفع عنه ما ألَمَّ به؟ * إن الساعد الأيمن مثلًا إذا أُصيب بالمرض، فإنه لا يوجه شكواه *إلى الساعد الأيسر، أو الرجل اليمنى؛ لأنها لا تملك توجيه* وظائف الجسم لمواجهة المرض، وإنما تنطلق النبضات والإشارات* والهرمونات إلى المراكز الحيوية في الدماغ، وهي التي تملك* توجيه سائر الجسد لإغاثة العضو المشتكي. * وإذا اشتكى العضو تداعى سائر الجسد لشكواه، وهذا ما يحدث فعلًا،* وبجميع معاني التداعي الواردة في لغة العرب. * 1-*فهو يدعو بعضه بعضًا، مراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة،* والتحكم في منطقة ما تحت المهاد التي تدعو بدورها الغدة النخامية* لإفراز هرموناتها، والتي بدورها تدعو باقي الغدد الصماء لإفراز هرموناتها* التي تحفز وتدعو جميع أعضاء الجسم لتوجيه وظائفها لنجدة العضو المشتكي،* وعلى النحو الذي سبق وصفه في أول البحث. * 2-*وهو يتداعى بمعنى يتوجه بطاقاته لخدمة العضو المشتكي،* فالقلب مثلًا يسرع بالانقباض والانبساط؛ ليسرع بتدوير الدم،* في الوقت الذي تنقبض الأوعية الدموية بالأجزاء الخاملة من الجسم،* وتتسع الأوعية الدموية المحيطة بالعضو المصاب؛ لكي تحمل له* ما يحتاجه من طاقة، وأكسجين، وأجسام مضادة، وهرمونات،* وأحماض أمينية بناءة، هي خلاصة أعضاء الجسم المختلفة في الكبد* والغدد الصماء والعضلات، كما أرسلت الدهون المختزنة كلها لإمداد* العضو المريض بما يحتاجه لمقاومة المرض والالتئام. * وهو يتداعى بمعنى يتهدم وينهار فعلًا، ويبدأ بهدم مخزون الدهن* ولحم العضلات (البروتينات)؛ لكي يعطي من نفسه لمصلحة العضو* المصاب ما يحتاجه وما ينقصه، ويظل الجسم متوجهًا بعملية* الهدم هذه إلى أن تتم السيطرة على المرض، ويتم التئام* الأنسجة المريضة أو المجروحة، ثم بعد ذلك يعود الجسم لبناء نفسه. * والهدم يستمر إلى درجة تتناسب مع قسوة المرض، وقد حسب العلماء* مقدار الهدم في كل حالة، ووجدوا تناسبًا بين مقدار ما يفقده* الجسم من وزنه، وشدة إصابة العضو ومرضه، ووضعت لذلك جداول* في كتب الطب، واكتشفوا أن عملية الهدم هذه ربما وصلت* إلى درجة انهيار الجسم انهيارًا تامًّا، وتهدمه إلى أقل* من نصف وزنه في حالات الإصابات الشديدة، حتى لربما انتهى الأمر* بالوفاة في حالة تعرف بـ(الحالة الانهدامية المفرطة)*Hyper catabolic state. * والسهر موجود بمعناه، حتى لو نامت عين المريض أو تاه عن وعيه،* فإن جميع أجهزة الجسم ودورته الدموية وتفاعلاته الاستقلابية،* وجهازه التنفسي، والكلى والقلب تكون في حالة السهر الدائم* أثناء المرض، ونعني بذلك أنها تكون في حالة نشاط مساوية* لحالة اليقظة ومستمرة عليها طوال الليل والنهار* إلى أن تزول شكوى العضو المريض. * والحمى قد رأينا في الجانب العلمي من البحث منشأها وانبعاثها* وبعض فوائدها، وأنها صورة من صور تداعي الجسد* لشكوى العضو (بالسهر والحمى). * وما كشف العلم الحديث حقيقة واحدة تعارض ظاهر النص أو باطنه،* أو تسير في نسق بعيد عنه، بل كان النص وصفًا دقيقًا جامعًا* شاملًا لحقيقة ما يحدث، بل ما قد يفهمه الجاهل بحقيقة الأمر*مجازًا* أو كناية، وضحه العلم الحديث على أنه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى تأويل. * فهو يخبرنا صلى الله عليه وسلم بالكيفية التي ينبغي أن يكون* عليها المسلمون في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم،* فمن أراد أن يفقه إلى أي مدًى يطلب النبي صلى الله عليه وسلم* من المسلمين أن يتوادوا ويتعاطفوا ويتراحموا،* فعليه أن يسأل علماء الطب والجسم البشري،* وأن يبحث وينظر كيف يفعل الجسد الواحد،* وبمقدار ما يعلم من حقيقة تفاعل الجسم البشري،* ويتأمل فيها بمقدار ما يفقه مقصد الشريعة وأمرها* ومقدار التعاطف والتراحم بين المسلمين، وصدق الله تعالى إذ يقول: *﴿*وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ*﴾ [الذاريات: 21]. * ومن عجيب أن يستخدم العلماء الغربيون اسمًا للجهاز العصبي* الذي يتفاعل في حال تعرض الجسم للخطر والمرض،* اسمًا بلغتهم وصفوا به حقيقة ما يفعله هذا النظام* والجهـاز هـو*Sympathetic،* فكانت ترجمته الحرفية:المتواد، المتعاطف، المتراحم،* وهو عين ما سماه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،* وليس في لغة العرب ألفاظ أخرى تصف حقيقة ما يؤديه هذا الجهاز* في الجسم البشري، وليست في لغة العرب ألفاظ أخرى تصلح* لترجمة الاسم الذي أطلقه علماء الغرب على هذا النظام* الذي اشتقوا له اسمًا يصف وظيفته الحقيقية من واقع* ما شاهدوه وتحققوا منه، فكان ما وصفوه مطابقًا* لما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، وما سموه* مترجمًا بالألفاظ التي ذكرها الحديث، قال تعالى:* ﴿*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى***إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى***عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*﴾* [النجم: 3 - 5]. [hr] [1]*السهر: الأرق، سهر سهر سهرًا، فهو ساهر: لم ينم ليلاً، السهر:* امتناع النوم بالليل (لسان العرب: ج4 ص383). [2]*انظر: لسان العرب: ج14 ص262. [3]*شكا: وتشكَّي واشتكى: تشاكى القوم: شكى بعضهم إلى بعض،* والاشتكاء إظهار ما بك من مكروه أو مرض ونحوه،* والشكو: هو المرض نفسه، والشَّكِي: الذي يشتكي؛* (لسان العرب: ج14 ص439). |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
جزاك الله كل خير
176وبارك الله فيك |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكـ لاعدمنا جديدك |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
جزاك الله خيـر بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك ونفعنا الله وإياك بما تقدمه |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
|
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
,‘*
سَلمتْ أنآملكْ ، وشُكراً لكْ , وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض , لقلبكَ السعآده والفـرح .. |‘, |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع والمميز لك مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
سلمت الايادي
الله يكتب اجرك |
رد: من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)
اقتباس:
شكرا لك للحضور والمتابعة احترامي يعطيك العافيه |
الساعة الآن 03:45 PM. |