الموضوع
:
السجل الذهبي ( يوميات مع الراقية والجميلة سالمة )
عرض مشاركة واحدة
02-05-2022, 02:23 PM
المشاركة رقم:
357
المعلومات
الكاتب:
اثير حلم
اللقب:
مميز فضي
الرتبة:
الصورة الرمزية
البيانات
التسجيل:
Oct 2020
العضوية:
4781
المشاركات:
663 [
+
تفاصيل عدد المشاركات
]
بمعدل :
0.41 يوميا
اخر زياره :
[
+
تفاصيل آخر تواجد
]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع :
سليدا
المزيد من المعلومات عن سليدا
المنتدى :
•~ مميز {حصريات اقلام الاعضاء}~•
الإنتقال للمنتدى
رد: السجل الذهبي ( يوميات مع الكاتب القدير اثير حلم )
قصة حانة الفلاسفة
قراءات ـ فيودور دوستويفسكي
الليالي البيضاء
دخلتُ الى المدينةِ في ساعة، كانت الساعة العاشرة، حين اقتربتُ من منزلي، كان لابد لي من المشي على طول رصيف القناة، حيث لا تعبرُ في هذه الساعة روح، صحيح! إنني اسكن في أقصى جزء من المدينة، كنت أمشي وأغني، لأنني عندما أكون سعيدا، اردد دائما كلاما غير واضح في نفسي، مثل أي إنسان سعيد ليست له صداقات. ولا علاقات، وفي لحظة الفرح هذه، لا يستطيع أن يتقاسمه مع احد. حدثت لي مغامرة من أكثر المغامرات مفاجأة. كانت منتحية جانبا، ومنحية على حاجز القناة الحديدي، تقف امرأة متكئة على الحاجز الحديدي، والظاهر أنها كانت تنظر الى ماء القناة العكر بانتباه عميق، كانت تعتمر قبعة صغيرة صفراء، وترتدي خمارا اسودا.
قلت في نفسي : لا شك أنها فتاة سمراء. لم يبدُ عليها أنها سمعت خطواتي ولم تحرك ساكنا عندما مررت خلفها حابسا أنفاسي وقلبي يخفق بعنف.
قلت في نفسي : غريب ! لا بد أن تكون مستغرقة في التفكير العميق بشي، وتجمدت في مكاني فجأة كتمثال. وحسبت أني اسمع تنهدات مكبوته. كلا ! لم يخني ظني، كانت الفتاة تبكي، وتتنهد أيضا، من لحظة لأخرى، يا الهي! انقبض قلبي، كاد قلبي أن ينفطر، أنا خجول مع النساء، طبعا، ولكن هنا، كانت اللحظة استثنائية، ! رجعت الى الخلف خطوت نحوها، من دون شك! كنت سأنطق : سيدتي ! لو لم أكن اعرف آن هذا، النداء، ذكر الف مرة في جميع رواياتنا الروسية، عن المجتمع الراقي. هذا هو الشيء الوحيد الذي أوقفني. ولكن بينما كنت ابحث عن كلمة، كانت الفتاة قد ثابت الى رشدها. ونظرت حولها، وخفضت رأسها، وانسلت أمامي بمحاذاة رصيف القناة. وتعقبتها حالا، ولكنها تنبهت، وغادرت الرصيف، وعبرت الشارع واتجهت نحو الرصيف الآخر. لم أجرؤ على عبور الشارع، كان قلبي يخفق مثل عصفور وقع في الشرك. وفجأة، أغاثتني المصادفة.
على ذلك الرصيف الآخر، غير بعيد عن غريبتي، بدا على حين غرة رجل يرتدي " فراكا" وفي سن محترمة، ولكن مشيته لم تكن كذلك.
كان يسير مترنحاً، ومستندا الى الجدار، بحذر، بينما كانت الآنسة تجري كالسهم، بوجل وخجل، مثلما تجري على العموم جميع الفتيات، اللواتي لا يردن أن يتطوع احد لمرافقتهن الى مكانٍ في الليل، وبطبيعة الحال، ما كان للرجل المتمايل أن يدركها لو لم يدفعه قدري الى البحث عن وسائل مصطنعة.
فجأة، ودون أن ينبس ببنت شفة انطلق الرجل على الفور، وأطلق ساقيه للريح، وجرى للحاق بغريبتي التي كانت تعدو كالسهم ولكن الرجل المترنح كان قد لحق بها، وأدركها، فأطلقت الفتاة صرخة، باركتُ القدر الذي وضع في ذلك اليوم عصاً، ممتازة ذات عقد في يدي اليمنى، وفي لمح البصر، كنت على الجانب الآخر، من الرصيف، فأدرك الرجل المتطفل فورا، ما كان يجري وإذ رأى أداتي اللافتة للنظر، سكت وسمح لنا بالمضي قدما إلا انه فقط قد احتج ضدي عندما أصبحنا بعيدين جدا، بألفاظ محسوسة بما فيه الكفاية ولكن كلماته لم تصل إلينا بصعوبة .
قلت لغريبتي هات لي يدك ولن يجرؤ أحد على لمسك قط .
ودون أن تنبس ببنت شفة، مدت الي يدها، التي كانت لا تزال مرتعشة من الخوف والانفعال! أيها السيد الطفيلي ! لكم باركتك في هذه اللحظة !
توقيع :
اثير حلم
[IMG]https://www.lyaly-alomr.com/vb/signaturepics
/sigpic122_1.gif[/IMG]
التوقيع
عرض البوم صور اثير حلم
اثير حلم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى اثير حلم
البحث عن المشاركات التي كتبها اثير حلم
To Top