عندما تنام العائلة كلها وتصحو على أقسى أنواع الوجع.. تصحو وقد فقدت جزء منها.. ويظن الجميع أنها ستظل عائلة رغم مافقدت.. ولا أحد يدرك أنه ليس بجزء من العائلة.. إنما هو العمود الفقري للعائلة صغيرها وكبيرها.. وجوده كان يعني العائلة.. بل الحياة. الإستيقاظ صباحاً هو أكبر صدمة تتلقاها كل يوم عندما تنظر فتجد فراشه قد خلا منه.. وأن مكانه بارد يكسوه السواد.. مجرد النظر إلى مكان نومه فارغاَ يجعلك تفزع.. يهوي بقلبك خبر وفاته.. تعيش كل يوم اللحظات الأولى للفاجعة.. للوهلة الأولى عندما تصحو تتمنى أن كل ما مر ورغم مرور الكثير من الوقت تتمنى لو أنه كابوس والآن ستجد كل شيء مكانه.. فيصدمك منظر فراش فقيد ليعيدك للواقع الأليم.. ويذكرك بأنك خسرت جزء منك لن يعود حتى لو نمت شهوراً واستيقظت... فكيف إذا كان فقيدك هو كل عالمك.. هو من يملىء وقتك ويشغل تفكيرك.. ألمه يدعوك للبحث والتمسك بالأمل.. ألمه يجعلك تتمسك بالحياة لأجله.. فبعد رحيله بأي أمل ستمسك.. وقد أمسكك الألم وكبلك الحزن.. فأصبحت أسيراً للأحزان.. تجر سلاسل أحزانك أينما ذهبت.. فكل ألم يذكرك وكل مناسبة تعيد لك لحظات عشتها.. فيمضي وقتك بين ذكرى وألم.. ودموع ووجع.. ولن يتمكن الشعراء من كتابة قصائد لمواساتك فالوجع أكبر من كل حروف الأبجدية.. فلا شيء يجعلك تقوى سوى رحمة رب العالمين وإيمانك الصادق بأن غدآ لنا لقاء.. وإن تعذّر وإستحال في الدنيا فهو إن شاء الله في جنات النعيم أتحدث عن اخي سندي أسأل الله العظيم أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يجعل قبرك جنةً عرضها السماوات والأرض وأن يجمعنا بالجنة جمعاً لا فراق بعده ..اللهم أكرم نور بالفردوس الأعلى من الجنة