مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الّإسْلاَميِة ::: > •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
الملاحظات

إضافة رد
قديم 08-01-2021, 01:17 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نزف القلم
اللقب:
مميز ماسي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية نزف القلم

البيانات
التسجيل: Feb 2021
العضوية: 4875
المشاركات: 4,180 [+]
بمعدل : 3.03 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
نزف القلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

[frame="10 80"]

الآية 59، والآية 60: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا - وهم الذين نَجَوا من القتل في غزوة بدر - أنهم ﴿ سَبَقُوا ﴾: أي نجَوْا مِن عذاب الله، ﴿ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ اللهَ بحال، وإنهم لن يُفْلِتوا مِن عذابِهِ أبداً.
وبعد انتهاء معركة بدر وهزيمة المشركين فيها، عادَ أبو سُفيان ومَن معه إلى مكة وكلهم غيظٌ على المؤمنين، فأخذوا يستعدون للانتقام، ولذلك أمَرَ اللهُ رسوله والمؤمنين بإعداد القوة وبَذل ما في الوسع والطاقة، فقال لهم: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ في العدد والسلاح والتدريب، وغير ذلك مما فيه زيادة للقوة البدنية والعِلمية للمجاهدين، ﴿ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ - هذا أمرٌ مِن اللهِ لهم بأن يَربطوا خيولهم ويَحبسوها أمام بيوتهم، لتكون مُعَدّة للجهاد عليها (ومِن ذلك أيضاً: الاستعداد بكل ما يُركَب أثناء القتال من المُعِدَّات الحديثة (البرية والهوائية))، ﴿ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾: أي واعلموا أن هذا الاستعداد تُدْخِلون به الخوف في قلوب أعداء اللهِ وأعدائكم، حتى لا يُفكِّروا في غزو المسلمين وقتالهم، ﴿ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ﴾: أي ولِتخيفوا أيضاً آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن، ﴿ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ ويعلم ما يُخفونه لكم في صدورهم.
﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أي لتقوية المسلمين على جهاد الكفار: ﴿ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ﴾: أي يُخلِفه اللهُ عليكم في الدنيا، ويَدَّخِر ثوابه لكم إلى يوم القيامة، ﴿ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾: يعني وأنتم لا تُنْقَصون مِن أجر ذلك شيئًا.
الآية 61، والآية 62، والآية 63: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ ﴾: يعني وإن مالَ أعدائكم إلى ترْك الحرب ورَغِبوا في مُسالَمَتِكم والصُلح معكم: ﴿ فَاجْنَحْ لَهَا ﴾: أي فمِلْ - أيها النبي- إلى تلك المُسالَمة، طالما أنهم رَغِبوا فيها بصِدق، لأنك رسولُ رحمة لا رسول عذاب، ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ أي فَوِّض أمْرَك إليه وثِق به وحده، لِيَكفيك شرَّهم ويَنصرك عليهم ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ لأقوالهم ﴿ الْعَلِيمُ بنيَّاتهم.
﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ بإظهار المَيْل إلى السلم - وهم في نِيَّتهم الغدر بك - فامضِ في صُلحِك ولا تَخَف منهم ﴿ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ﴾: يعني فإنّ اللهَ سيَكفيك خِداعهم ومَكرهم؛ إنه ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ أي أنزل عليك نصْره، وقوَّاك بالمؤمنين من المهاجرين والأنصار ﴿ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ﴾: أي وجَمَعَ بين قلوب الأنصار بعدما كانت متنافرة يُعادي بعضهم بعضاً، وتقوم بينهم الحروب لأتفه الأسباب، ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ﴾: يعني لو أنفقتَ - أيها النبي- مالَ الدنيا لِتجمع قلوبهم، ما استطعتَ إلى ذلك سبيلاً، ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ بأنْ جَمَعهم على الإيمان فأصبحوا إخوةً مُتحابين، ﴿ إِنَّهُ سبحانه ﴿ عَزِيزٌ أي غالبٌ على أمره، إذا أراد شيئاً، قال له: (كن فيكون)، ﴿ حَكِيمٌ في فِعله وتدبير أمور خلقه.
الآية 64: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: يعني إن الله كافيك - وكافي الذين معك من المؤمنين - شرَّ أعدائكم.
الآية 65، والآية 66، والآية 67: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ أي حُثَّ ﴿ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ، وأخبِرْهم بأنه: ﴿ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ عند لقاء العدو (لا يَضعُفون ولا يَجبُنون، بل يَثبُتون ويُقاتلون)، فإنهم ﴿ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ منهم، ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ مجاهدة صابرة: ﴿ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، ذلك ﴿ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾: أي لأن الكافرين قومٌ لا عِلْمَ لهم - ولا فَهْم - لِمَا أعدَّهُ اللهُ في الجنةِ للمجاهدين في سبيله، فهم يقاتلون فقط من أجل العُلُوّ في الأرض والفساد فيها، فلذلك هم لا يَصبرون على القتال، لأنهم إذا خافوا على حياتهم: تركوا القتال طلباً للحياة، أما أنتم فتفهمون المقصود من القتال، وهو إعلاء كلمة اللّهِ تعالى وإظهار دينه، وحصول الفوز الأكبر عند اللّه، فلذلك يجب أن تصبروا.
ولَمَّا شَقَّ على المؤمنين ثبات العشرة أمام المائة، والعشرين أمام المائتين، والمائة أمام الألف، خفّف اللهُ عنهم ذلك الحُكم بقوله: ﴿ الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ أيها المؤمنون ﴿ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ﴾: أي وذلك التخفيف بسبب ما يَعلمه سبحانه فيكم مِن الضَعف، ﴿ فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ من الكافرين، ﴿ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ منهم ﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ أي بمعونته، إذ لا نَصْرَ إلاَّ بعَوْنٍ من الله تعالى، ﴿ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ بتأييده ونصره.
واعلم أن هذه الآية تحمل وعداً من الله تعالى للمؤمنين بأنهم إذا بلغوا هذا العدد المُحَدَّد في الآية، فإنهم سيَغلبون ذلك العدد المُحَدَّد من الكفار (وهو أن الواحد من المؤمنين يَغلب اثنين من الكفار)، بشرط أن يَصبروا ويَثبُتوا أمام الأعداء، وفي هذا تقويةٌ لقلوب المؤمنين، وبشارةٌ لهم بالنصر، إذا حققوا الشروط الإيمانية والمادية.
ثم عاتبَ اللهُ نبيَّه والمسلمين عندما أخذوا الفِداءمن أسْرَى بدر مقابل إطلاق سَراحهم، فقال لهم: ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى مِن أعدائه الكفار ﴿ حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ﴾: أي حتى يَقتل جميع الأسْرَى، ولا يُبقِي مُشرِكاً في ساحة المعركة، لِيُدخل بذلك الرعب في قلوب المشركين في أنحاء الأرض، لِيَكُفوا عن شَرِّهم وتَضعُف قوَّتهم.
فما دامَ للمشركين شَرٌّ وقوَّة، فالأوْلَى ألاَّ يُؤسَروا، فإذا بَطُلَ شرُّهم وضَعُفتْ قوَّتهم: جازَ للمسلمين الإبقاء على الأسرى أحياءً، لِيَمُنُّوا عليهم بلا مقابل أو لِيُفادوهم بالمال، ﴿ تُرِيدُونَ يا معشر المسلمين - بأخْذكم الفداء من أسرى "بدر" - ﴿ عَرَضَ الدُّنْيَا أي المال (لأنه عارِض ويزول فلا يَبقى)، ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ﴾: يعني واللهُ يريد لكم النعيم الباقي في الآخرة إذا أظهرتم دينه، ﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ يَنصر مَن توكل عليه، ﴿ حَكِيمٌ في شرعه وتدبيره، فاطلبوا أيها المؤمنون رضاهُ بتَرْكَ ما تريده أنفسكم لِمَا يريد هو سبحانه.
واعلم أن هذا العتاب لم يَنَل عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ رضي الله عنهما، لأنهما كانا يريدان قتل الأسرَى وعدم أخْذ الفداء منهم.
الآية 68، والآية 69: ﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ﴾: يعني لولا ما كَتبه اللهُ وقدَّره بإباحة الغنائم وفِداء الأسرى لهذه الأُمَّة: ﴿ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾: أي لَأصابكم عذابٌ عظيم بسبب أخْذِكم الفداء قبل أن ينزل بشأنِهِ تشريع.
ثم أذِنَ اللهُ تعالى لأهل بدر أن يأكلوا من الغنائم وفداء الأسرى، فقال لهم: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ بالمحافظة على أحكام دينه وتشريعاته ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حيثُ غفر لكم ما وقع منكم، ﴿ رَحِيمٌ بكم، حيثُ أباحَ لكم الغنائم وجعلها حلالاً طيباً، وفي الحديث الصحيح: (لعلَّ اللهَ قد اطَّلعَ على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غُفِرَ لكم).
الآية 70: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى الذين دفعوا المال فِداءً لهم من الأسر: لا تحزنوا على الفداء الذي أُخِذَ منكم، لأنه ﴿ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا أي إيماناً صادقاً وإسلاماً حقيقياً: ﴿ يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ من المال، بأن يُيَسِّر لكم من فضله خيرًا كثيرًا ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذنوبكم، ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ لذنوب عباده التائبين، ﴿ رَحِيمٌ بهم حيثُ قَبِلَ توبتهم وأعانهم عليها.
واعلم أنّ هذه الآية قد نزلتْ في العباس - عم رسول الله صلى الله عليه وسلم -، وذلك لأنه بعد أن وقع في الأسْر، أسلَمَ وأظهَر إسلامه، ثم طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يَرُدَّ عليه ما أُخِذَ منه مِن فدية، فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، فأنزل اللهُ هذه الآية وأوْفَى بوعده للعباس رضي الله عنه، ففي صحيح مسلم أنه لَمَّا قَدِمَ على النبي صلى الله عليه وسلم مالٌ من البحرين، قال له العباس: (إني فادَيْتُ نفسي - أي مِن الأسر - وفادَيْتُ عُقَيْلاً)، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (خُذ)، فبَسَطَ العباس ثوبه وأخذ ما استطاع أن يَحمله، وقال: (هذا خيرٌ مما أُخِذَ مِنِّي، وأنا أرجو أن يَغفر اللهُ لي).
الآية 71: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ ﴾: يعني وإن يُرِدْ هؤلاء - الذين أَطْلَقْتَ سَراحهم - أن يَخونوك، بأن يُظهروا إسلامهم لك، ثم إذا عادوا إلى ديارهم، عادوا إلى كُفرهم، فلا تهتم بهم ولا تخَف مِن كَيدهم ﴿ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ أي مِن قبل وقوعهم في الأسر، وذلك بكُفرهم في مكة ومحاربتك ﴿ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ المؤمنين، وجعلهم في قبضتهم، فقتلوهم وأسَرُوهم، ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بنِيَّات هؤلاء الأسرى، ﴿ حَكِيمٌ فيما يَحكمُ به عليهم، ألاَ فلْيَتقوه سبحانه، ولْيَصدقوا في إسلامهم، فإنّ ذلك خيرٌ لهم.
الآية 72: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا من دار الكُفر إلى دار الإسلام - أو إلى بلدٍ يتمكنون فيه من عبادة ربهم - ﴿ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أي مِن أجل أن يُعبَدَ اللهُ وحده ولا يُعبَد معه غيره، ﴿ وَالَّذِينَ آَوَوْا ﴾: يعني وكذلك الأنصار الذين أنزلوا الرسول والمهاجرين في ديارهم، وأعطوهم مِن أموالهم، ﴿ وَنَصَرُوا دين الله تعالى ﴿ أُولَئِكَ - أي المهاجرون والأنصار - ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾: أي بعضهم نُصَراءُ بعض.
فهذا هو الصِنف الأول من المؤمنين - وهم المهاجرون والأنصار - أكْمَلُ المؤمنينَ وأعلاهم درجة، وأما الصِنف الثاني من المؤمنين فهو المذكور في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أي باللهِ ورسوله والدار الآخرة، ولكنهم رَضُوا بالبقاء بين الكافرين ﴿ وَلَمْ يُهَاجِرُوا من دار الكُفر ويَلتحقوا بالمسلمين في "المدينة"، فهؤلاء ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾: يعني لستم مُكَلَّفين بحمايتهم ونُصرَتهم ﴿ حَتَّى يُهَاجِرُوا، ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ ﴾: يعني وإن قوتِلوا وظُلِموا مِن أجل دينهم فطلبوا نُصْرَتكم: ﴿ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾: أي فعليكم نَصْرَهم والقتال معهم (وأما إن قوتِلوا بسبب أمْرٍ من الأمور الدُنيوية، فليس عليكم نَصْرهم طالما أنهم لم يهاجروا).
ثم اشترط تعالى شرطاً لِنُصْرتهم، وهو: ﴿ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ﴾: يعني وإن كان المؤمنون - الذين لم يهاجرو - يقاتلون قوماً بينكم وبينهم مُعاهدة سِلم، ولم يَنقضوا عهدهم معكم، فعليكم أن توفوا بعهدكم ولا تقاتلوهم، ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ هذا تحذيرٌ للمسلمين لِئَلاّ يَحملهم العطف على المسلمين على أن يقاتلوا قوماً بينهم وبينهم ميثاق.
الآية 73: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ أي بعضهم نُصَراءُ بعض، ﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ ﴾: يعني وإن لم تكونوا - أيها المؤمنون - نُصراءَ بعض: ﴿ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ أي صدٌ للمسلمين عن دينهم، ﴿ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ بانتشار الشرك والفساد في الأرض، وتقوية ركائز الكفر.
الآية 74، والآية 75: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ﴾ هذا هو الصِنف الأول من المؤمنين، أعادَ اللهُ ذِكْرَهُ لِيَذكُر له جزاءه، فقال: ﴿ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ لذنوبهم بسِترها وعدم المؤاخذة عليها، ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وهو نعيم الجنة، في جوار ربهم سبحانه وتعالى.
ثم ذكَرَ تعالى الصِنف الثالث من أصناف المؤمنين بقوله: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ أي مِن بعد الهجرة، ﴿ وَهَاجَرُوا إلى المدينة بعد صُلْح الحُدَيْبِيَة، ﴿ وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ في سبيل الله، ﴿ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ أيها المؤمنون، لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.
فهذه النُصرة الإيمانية كانَ لها شأنٌ عظيم، حتى إنّ النبي صلى الله عليه وسلم آخَى بين المهاجرين والأنصار أُخُوَّةً خاصة - غير الأُخُوّة الإيمانية العامَّة - حتى كانوا يتوارثون بها، فنسَخَ اللّهُ ذلك بقوله: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ أي وأصحابُ القرابة ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في التوارث مِن عامَّة المسلمين، وذلك ﴿ فِي كِتَابِ اللَّهِ أي في حُكمِ اللهِ تعالى وشَرْعِه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ إذ يَعلمُ سبحانه ما يُصلِحُ عبادهُ مِن توريث بعضهم مِن بعض في القرابة والنسب، دونَ التوارث بالحِلف والنُصرة، وغير ذلك مما كان في أول الإسلام.
[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.
رامي حنفي محمود

[/frame]












توقيع : نزف القلم






[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3767[/img3]

عرض البوم صور نزف القلم   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2021, 07:14 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
قصايد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية قصايد

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4985
المشاركات: 75,602 [+]
بمعدل : 57.18 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
قصايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط












توقيع : قصايد



عرض البوم صور قصايد   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2021, 08:13 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
حلا ليالي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حلا ليالي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4954
المشاركات: 94,360 [+]
بمعدل : 71.14 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حلا ليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك












توقيع : حلا ليالي





[/QUOTE]

عرض البوم صور حلا ليالي   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2021, 11:26 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
عيسى العنزي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عيسى العنزي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 5007
المشاركات: 68,237 [+]
بمعدل : 52.21 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عيسى العنزي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي












توقيع : عيسى العنزي






عرض البوم صور عيسى العنزي   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2021, 01:02 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية اناقه جنوبيه

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5134
المشاركات: 7,927 [+]
بمعدل : 6.19 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
اناقه جنوبيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3778[/img3]


[img3]https://i.top4top.io/p_2209hze6p1.gif[/img3]

عرض البوم صور اناقه جنوبيه   رد مع اقتباس
قديم 08-01-2021, 04:46 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
حور
اللقب:
مميز ذهبي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حور

البيانات
التسجيل: Jul 2021
العضوية: 5151
المشاركات: 1,588 [+]
بمعدل : 1.29 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

جزاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة
وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء












توقيع : حور

عرض البوم صور حور   رد مع اقتباس
قديم 08-02-2021, 12:31 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عابر سبيل

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5018
المشاركات: 54,518 [+]
بمعدل : 41.91 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عابر سبيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

نزف القلم

أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3774[/img3]







عرض البوم صور عابر سبيل   رد مع اقتباس
قديم 08-02-2021, 08:58 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
أبو محـمد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية أبو محـمد

البيانات
التسجيل: Feb 2020
العضوية: 4800
المشاركات: 28,682 [+]
بمعدل : 16.42 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
أبو محـمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي












توقيع : أبو محـمد



[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3766[/img3]
الحمد لله فاطر السماوات والأرض
جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة
مثنى وثلاث ورباع
يزيد في الخلق ما يشاء
إن الله على كل شيء قدير

عرض البوم صور أبو محـمد   رد مع اقتباس
قديم 08-07-2021, 07:45 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
عواد الهران
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عواد الهران

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5029
المشاركات: 46,086 [+]
بمعدل : 35.55 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عواد الهران غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.












توقيع : عواد الهران

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3773[/img3]


عرض البوم صور عواد الهران   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2021, 10:00 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
imported_ريآن
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية imported_ريآن

البيانات
التسجيل: Feb 2021
العضوية: 4909
المشاركات: 47,459 [+]
بمعدل : 34.69 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
imported_ريآن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال كاملا بأسلوب بسيط

[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1400844232_619.gif');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1376654733_747.gif');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1376653080_319.gif');"][cell="filter:;"][align=center]




جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان



[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align]












توقيع : imported_ريآن



[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3771[/img3]

عرض البوم صور imported_ريآن   رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط