مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الّإسْلاَميِة ::: > •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
الملاحظات

إضافة رد
قديم 01-24-2022, 10:19 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نزف القلم
اللقب:
مميز ماسي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية نزف القلم

البيانات
التسجيل: Feb 2021
العضوية: 4875
المشاركات: 4,180 [+]
بمعدل : 3.03 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
نزف القلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('https://www.lyaly-alomr.com/vb/backgrounds/11.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

1- ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا ï´¾ [الأنعام: 1، 2].
أ- تنتهي سورة المائدة التي تسبق سورة الأنعام بآيات مباركات تتعلق باليوم الآخر وبفوز الصادقين، وتؤكد بمشهدها الختامي عائدية ملك السموات والأرض لله تعالى طاوية بشكل تلميحي قصة مبدأ الإنسان وإلى ماذا كان مآله. وتبدأ سورة الأنعام بحمد الله تعالى الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ في إشارة إلى بدء الخليقة، فالبدء خلْقٌ والمنتهى مُلْك وقدرة. كما أن هذا الحمد الذي بدأت به سورة الأنعام بعد عرض المشهد الختامي للآخرة يلتقي بالحمد الذي ذكره القرآن الكريم في سورة الزمر بعد انقضاء الأمر كله إذ قال سبحانه: ï´؟ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [الزمر: 75].
ب- تشير السموات والأرض إلى الأمكنة وتشير الظلمات والنور بدلالتها على الليل والنهار إلى الزمن. وقد خُلق المكان والزمان جميعاً من أجل الإنسان فالحمد لله على ذلك ولكن الكافرين يتعالون على حمد المنعِم ويجعلون له شريكاً.
ج- "خَلَقَ" أي أوجد وأبدع على غير مثال سابق، ومن المعاني التي لـ "جَعَلَ" خلق وأوجد، فالمعنى هو خلق السموات والأرض وخلق الظلمات والنور، وبين هذين الفعلين على اتفاقهما في المعنى ظلٌّ من الاختلاف جعل كل واحد منهما مناسباً لما وضع له. فالسماوات والأرض التي لم تكن فكانت تبدو ثابتة على وضعها، فقد تم خلقها وانتهى الأمر ظاهرياً، ومن ثم فإن "خَلَقَ" بدلالتها المشار إليها مناسبة للموضع. ولكن "جَعَلَ" التي تعني الخلق والإيجاد أيضاً تحمل إلى جانب ذلك معنى الصيرورة من حال إلى حال، فالحركة الموجودة فيها مستمرة، والنور والظلام لا يبقيان على حال وإن كل واحد منهما يصير إلى ضده منذ أن كانا وبتعاقبهما يصبح الزمن شيئاً مدركاً، ولهذا فإن الفعل "جَعَلَ" هو الأنسب في هذا المقام. بينما الفعل "خَلَقَكُمْ" كان مناسباً لإيجاد الانسان الذي تمّ على غير مثال سابق والذي، منذ ان خُلق، يشتمل على النوازع النفسية والأعضاء التي تميز كينونته البشرية من غير أن يطرأ عليها أي تغيير.
2- ï´؟ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ï´¾ [الأنعام: 7].
واللمس يكون باليد وذكْر اليد بعد الفعل فلتأكيد التحسس المادي للقرطاس، ولئن نُزِّل عليهم الكتاب كما اشتهوا وتأكدوا من حقيقته المادية بأيديهم لظلوا على عنادهم وقالوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ فكيف يمكن تخيّل موقفهم لو أنهم نُزِّل الكتاب عليهم في قرطاسٍ كانوا يستطيعون رؤيته دون لمسه؟
3- ï´؟ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ï´¾ [الأنعام: 13].
" أي كل دابة في السماوات والأرض، الجميع عباده وخلقه وتحت قهره وتصرفه وتدبيره، لا إله إلا هو" (تفسير ابن كثير 2/113). واكتفى القرآن الكريم بذكر السكون مع أن لكل دابة حركة وسكوناً، واكتفاء القرآن الكريم كان بأحد الضدين، وهو السكون، لعلتين:
أ- أن مآل كل متحرك إلى سكون، وأن السكون هو الأعم في حق الكائنات الحية التي تشير الآية الكريمة إليها.
ب- إن الآيات التي تسبق الآية المذكورة تشتمل على "الحركة"، فقد قال الله تعالى: ï´؟ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ï´¾ [الأنعام: 11، 12]. ففي قوله سِيرُوا حركة بدنية وفي انْظُرُوا حركة ذهنية من أجل معرفة ما أخبر الله تعالى به، والآية الثانية حركة ذهنية حتما للتفكر في عائدية ملك السماوات والأرض. وعندما ينتهي الانسان من هاتين الحركتين ويصل إلى قناعةٍ ما فإنه يكون قد اجتاز الحركة وبلغ مرحلة السكون، ولهذا فإن الآية 13 الكريمة بدأت بالسكون ï´؟ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ï´¾ [الأنعام: 13] ليكون هذا السكون متناسباً مع الحالة الذهنية للمخاطبين الذين سكنت عقولهم إلى النتيجة التي توصلوا إليها.
4- ï´؟ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ï´¾ [الأنعام: 25].
الأكنّة جمْعٌ للكِنان وتعني الأغطية الساترة، وإذ صارت الأكنّة على القلوب فقد صارت مانعة للفهم، والوَقْر هو الصمم وثقل السمع. وقد يكون الغطاء العازل للقلب عاهة خِلقية، وليس في الذين تتحدث الآية الشريفة عنهم مانعٌ خِلقي يحجب عنهم الفهم والسمع وإلا لكان لهم حكم آخر، ولكن العبارة كناية عن عزوفهم الإرادي عن الفهم وعن الاستجابة لدعوة القرآن الكريم.
5- ï´؟ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ï´¾ [الأنعام: 27].
جواب "لَوْ" محذوف وتقديره لرأيت أمراً عظيماً، وجاء الحذف لغاية بلاغية تتمثل في تهويل ما سيرى الكافرون واستعظامه. وللغاية البلاغية ذاتها حُذِف جواب "إِنِ" في قوله سبحانه ï´؟ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى ï´¾ [الأنعام: 35] وتقديره فافعل.
6 - ï´؟ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ï´¾ [الأنعام: 36]
وقد كنّى عن المؤمنين بمن له القدرة على السمع وهم الذين تنطبق عليهم صفة الأحياء، وأما الكافرون فقد كنّى عنهم بالأموات. وكما أن الحي قادر على السمع فإن الميت عاجز عنه. والمقابلة بين السامع والميت وليس بين السامع والأصم. وكما أن الحي ملحوظ في السامع فإن الأصم ملحوظ في الميت. وهذا الذي لا يسمع الآن سيسمع ولكن بعد فوات الأوان.
7- ï´؟ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ï´¾ [الأنعام: 44].
وفي هذه الآية تحذير من الاغترار بما يفتح الله به على الإنسان، فليس كل عطية علامة على رضاه سبحانه، فالفتح الوارد ذكره هنا ثمرةٌ للعصيان، وهو استدراج كما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحبُّ فإنما هو استدراج" ثم تلا الآية ( تفسير ابن كثير 2/119).
8- ï´؟ قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ï´¾ [الأنعام: 57].
فقد عطف الجملة الفعلية "وَكَذَّبْتُمْ بِهِ" على التوكيدية "إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي". والضمير في "بِهِ" وهو مذكر قد يعود على ربي، أو إنه يعود على " بَيِّنَةٍ " وفي هذه الحال فإن الضمير يعود على معنى البينة الذي هو البيان، وقد قيل إن المراد بالهاء هو العذاب وقيل القرآن (تفسير القرطبي 6/411) وفسره ابن كثير على أنه الحق الذي جاء من الله (تفسير ابن كثير 2/123).
9- ï´؟ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ï´¾ [الأنعام: 59].
و "مَفَاتِحُ" جمعٌ لمِفْتَح بمعنى المفتاح الذي يُجمع على مفاتيح، وقد يكون "مَفَاتِحُ" جمعاً لمَفْتَح بمعنى المخزن، والخزينة تعني مكان الخزن وتأويل الآية على ذلك وعنده خزائن الغيب، وحصَرَ العلم بهذه الخزائن بالله سبحانه وتعالى لا يعلمها غيره ثم عطفَ على هذا العلم بالغيب علمَ ما في البر والبحر والورق والحب ونوعهما وفي أي مكان. وقد ورد هذا التفصيل بإبهام ما في البر والبحر لإعطاء الانطباع عن سعة مداه، وذكر الورقة والحب وهما من الفتات الصغير الذي لا ينتبه إليه الإنسان.
ويروق لأهل النحو أن يقولوا في "وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ" أن "مِنْ" حرف جرٍّ زائد وأن " وَرَقَةٍ " مجرورة لفظاً ومرفوعة محلاً لأنها فاعل "تَسْقُطُ" والتقدير وما تسقط ورقةٌ إلا يعلمها. وفي هذا التقدير حصرٌ من الناحية البلاغية وتركيبٌ يعطي معنى سعة العلم، وأما استغراق هذا العلم وشموليته لأدق الدقيق وأجلّ الجليل فلا يتأتى إلا بذكر "مِنْ" التي تدل على أنه لا يندّ عن علمه أي شيء، وحذف "مِنْ" يلغي هذه الخصوصية الشاملة في العلم. وقد عُطِفت الحبة والرطب واليابس على الورقة لتأخذ حكمها ويكون لها الدلالة ذاتها. وعلاوة على هذا فإن هذا العلم الكلي لا يحصل في لحظة وجود الأشياء أو لحظة وقوع ما يقع بل هو في اللوح المحفوظ منذ الأزل وقبل الإنشاء والإيجاد، إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.
وإذا أراد الإنسان أن يعُدَّ المتناثر من الحب وورق الشجر في رقعة من مترين فسيعجزه الأمر ويختلط عليه التصنيف والتمييز والحساب، فكيف إذا توسعت الرقعة لتشمل حقلاً أو حقولاً أو قرية أو مدينة أو دولة أو الأرض كلها لا في زمن واحد بل منذ أن كانت الأرض وهذه الأشياء وإلى قيام الساعة؟ إن تخيل ضخامة كمية هذه الأشياء البسيطة يعين على فهمِ أن مفاتح الغيب ليست محصورة بالأمور الكبيرة التي تنصرف إليها أذهان الناس بل إنها تشمل حتى الذرة التي تكون في الجيب أو على البدن لا يعلم بها المرء والله تعالى محيط بها علماً. وإذا أدرك الإنسان مدى علم الله تعالى فإن إدراكه سيقوده إلى الإيمان بالله تعالى ويعينه على المحافظة على ذلك الإيمان باستحضار علم الله سبحانه بكل صغيرة وكبيرة، وفضلاً عن ذلك فإن مثل هذا الإدراك يهذّب الإنسان ويعرّفه بحجمه الحقيقي ويحمله على التواضع ويلجم فيه الأنفة والاستعلاء والكبرياء
ولعل في قوله سبحانه ï´؟ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ï´¾ [الأنعام: 59] تعليماً للإنسان في أن يقيّد ويسجّل ما يهمّه، فالتقييد وسيلة الحفظ من النسيان، وجلّ الله تعالى عن النسيان فهو لا يجوز عليه ما يجوز على البشر، وقد كتب كل شيء في اللوح المحفوظ لعلةٍ لا يعلمها غيره سبحانه. وأما نحن البشر فعلينا أن نحمي معارفنا وحقوقنا وكل ما يقع في دائرة عنايتنا وتدبير شؤوننا الدنيوية والحياتية بأن نستلهم الطريقة التي يدبّر بها الباري عز وجل كونه.
10- ï´؟ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ï´¾ [الأنعام: 60].
والباء في "بِاللَّيْلِ" و"بِالنَّهَارِ" ظرفية بمعنى "في"، أي يتوفاكم في الليل ويعلم ما جرحتم في النهار. ولظرفية الباء بمعنى " في" شواهد أخرى في القرآن الكريم كقوله سبحانه: ï´؟ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ï´¾ [آل عمران: 123] أي في بدر، وكقوله سبحانه: ï´؟ إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ï´¾ [القمر: 34]، أي في سحر.
11- ï´؟ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ï´¾ [الأنعام: 73].
بِالْحَقِّ يعني بالعدل والميزان ، وفي صدر الآية إشارة إلى بدء الوجود ونهايته الدنيوية، و" قَوْلُهُ الْحَقُّ " أي صادق وواقع، و " يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ " بيانٌ والله أعلم لـ" َيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ "، أي، في سياق هذه الآية فقط، إن يوم يقول كن فيكون هو يوم النفخ في الصور.
12- ï´؟ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ï´¾ [الأنعام: 74]
ذكر الزجاج أنْ لا خلاف بين النسابين في أن اسم أبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان تارخ وليس "آزر" (معاني القرآن 2/265). وللمفسرين توجيهاتٌ واجتهادات في ذلك ومنها ما اختاره ابن كثير في أن آزر اسم صنم وغلب الاسم على "أبي" إبراهيم لخدمته ذلك الصنم (تفسير ابن كثير 2/134).
و يبدو أن التصريح باسم آزر في الآية يلمح إلى أنه، والله أعلم، ليس أباه، فقول القائل: قلتُ لأبيك لا يستوجب ذِكْر اسم الأب لأن المخاطَب يعلمه. ولكنْ إن قيل: قلتُ لأبيك زيدٍ فهذا يعني أن المتكلم في شكٍّ من اسم الأب وذكرَه لرفْع الالتباس أو أنه ذكرَه لأن المخاطَب يقدّر ذلك الشخص كأبيه. وما يزال الناس في بعض الدول العربية يخاطبون الرجل المسنّ بالوالد مع أنهم يعلمون أنه لم يلدهم. وعندما قصّ القرآن الكريم سرْدَ يوسف عليه السلام لمنامه على أبيه لم يعقّب بإعلان اسم يعقوب عليه السلام، ï´؟ إذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ ï´¾ [يوسف: 4]. وقد يستعمل الأب بمعنى العم كما في قوله سبحانه ï´؟ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ï´¾ [البقرة: 133]، فإسماعيل المشار إليه ضمن الآباء كان عمّ يعقوب عليهما السلام. ولعل إبراهيم عليه السلام كان على هذا النوع من الصلة الحميمة بآزر ولهذا جرى خطابه له في سورة مريم بـ ï´؟ يا أَبَتِ ï´¾ الدال على القرابة العاطفية. إن آزر ربما كان عم إبراهيم عليه السلام أو زوجاً لخالته مثلاً أو ما شاكل والله أعلم.
13- ï´؟ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ï´¾ [الأنعام: 75-78].
أ- جاءت هذه الآية بعد دعوة إبراهيم عليه السلام "لأبيه" وقوله له إنه يراه وقومه في ضلال مبين، ولأنه عليه السلام كان محسِناً كافأه الله تعالى بأن أراه ملكوت السموات والأرض، قال الله تعالى ï´؟ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ï´¾، وإن أقواله في الآيات الأخرى عن الكوكب والقمر والشمس تؤخذ على أنها استفهام، والله أعلم، أي أهذا ربي؟ وليس على أنها تقرير فيُظنُّ أنه عليه الصلاة والسلام مرّ بمرحلة شك وهو ما لم يحصل فالأنبياء معصومون.
ب- قيل إن الناس في زمانه كانوا يعبدون كواكب مختلفة. ولأنه كان بصدد بيان بطلان عقائدهم فقد بدأ بهدم الأصغر أي النجم ثم تدرج إلى القمر الذي هو أكبر منه ثم إلى الشمس. وهذه الطريقة مماثلة لتهشيمه الأصنام الصغيرة وإبقائه للصنم الكبير ليعودوا إليه وليهدم من خلال عمله عقيدتهم الزائغة.
ج- عندما غاب القمر قال ï´؟ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ï´¾، فبيّن الحاجة إلى ربٍّ يرشده ويهديه وكأنه قال لمن حاججوه إن أفول الكواكب يحجب عنها استحقاق العبودية فلا بد من رب لا يأفل، وكأن قومه وافقوا على ذلك فجاء دور الشمس ثم إذ أفلَتْ ألزمهم الحجة بالرب الذي تنطبق عليه صفة عدم الأفول والذي ينبغي أن يُعبد، ولكن قومه نكصوا وظلوا على عنادهم وأعلن هو تبرّأَه مما كانوا يعبدون، والله أعلم.
د- ï´؟ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ ï´¾ ذكّر الإشارة إلى الشمس صيانة لاسم الرب من شبهة التأنيث.
14- ï´؟ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ï´¾ [الأنعام: 84-86].
وجعل عيسى عليه السلام من ذريته من جهة أمه وعدَّ لوطاً عيه السلام منهم وهو ليس من صلبه بل هو ابن أخيه، واعتباره من ذريته فلمكانِهِ من إبراهيم عليه السلام
15- ï´؟ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ï´¾ [الأنعام: 92].
ولم يقل: وما حولها لأن ï´؟ وَمَنْ حَوْلَهَا ï´¾ معطوف على المضاف المحذوف في ï´؟ أُمَّ الْقُرَى ï´¾، والتقدير لتنذر أهل أم القرى ومن حولها.
16- ï´؟ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ï´¾ [الأنعام: 95].
وقوله سبحانه ï´؟ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ï´¾ بصيغة الفعل و ï´؟ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ï´¾ بصيغة اسم الفاعل، ومرد ذلك إلى أن ï´؟ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ï´¾ تفسير لقوله ï´؟ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ï´¾، وأما ï´؟ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ï´¾ فهو معطوف على ï´؟ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ï´¾ فعطف اسم الفاعل على اسم الفاعل وفسر فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى بالفعل المضارع الدال على التجدد والحدوث والمتناسب مع التجدد المستمر في فلْق الحب والنوى.
17- ï´؟ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ï´¾ [الأنعام: 98 - 99].
تتكلم الآية الشريفة على الخلْق، وأن الناس أنشئوا من نفس واحدة ومع ذلك فإنهم مختلفون في ألوانهم وأشكالهم، وكذلك الحال مع النباتات التي يخرجها سبحانه من ماء واحد ولكنها تختلف في النتيجة فيكون منها العنب والزيتون والرمان. وكما أن الناس متشابهون في الخلق ومختلفون في الجوهر ولا يختلط عليهم الحال، فكذلك النباتات تتشابه في مظاهرها وتختلف في مذاقاتها ولكن يختلط على الناس حالها، فإنك ترى عنباً وعنباً أو زيتوناً وزيتوناً أو رماناً ورماناً فتظن هذا كهذا ولكنهما ليسا كذلك. إنك ترى النوعين متماثلين فيشتبه عليك الأمر ولكنك إذا طعمته وجدته مختلفاً، ولهذا قال سبحانه: ï´؟ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ï´¾، أي يختلط عليك أمره فتظنهما سواء وهما ليسا كذلك لأنهما غير متشابهين.
18 - ï´؟ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ï´¾ [الأنعام: 141].
وأما هذه الآية فإنها تتكلم على صورة المخلوق وهيئة الجنات في أنها معروشات وغير معروشات. والمعروشات تعني المرفوعات، وقال ابن عباس رضي الله عنه: "المعروشات المنبسطات على الأرض كالكروم والزروع والبطيخ وغير المعروشات ما قام على ساق كالنخل وسائر الأشجار" (تفسير القرطبي 7/99). وإن من شأن هذه الهيئة المختلفة أن تعطي نتاجاً مختلفاً. ثم إنه خصّ الزيتون والرمان مع أنهما داخلان في الجنات لما فيهما من الفضيلة (تفسير القرطبي 7/99). ويمكن أن يكون قوله سبحانه: ï´؟ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ï´¾ لكل أصناف الأطعمة المذكورة في الآية مع وجود تقديم وتأخير، أي: والنخل والزرع والزيتون والرمان مختلفاً أُكُلُه متشابهاً وغير متشابه. ويمكن أن يكون قوله سبحانه: ï´؟ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ï´¾ خاصاً بالجنات والنخل والزرع وأن المتشابه وغير المتشابه يكون للرمان والزيتون، أي والنخلَ والزرع مختلفاً أُكلُه، والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه. فهما متشابهان في الورق والغصن ومختلفان في الثمر. وعزا ابن منظور إلى أهل اللغة أنهم " قالوا متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الجودة والحُسن، وقال المفسرون: متشابهاً يشبه بعضه بعضاً في الصورة ويختلف في الطعم" (لسان العرب مادة: شبه).
ولأن الآية كلها تدور على هيئة الزرع فإن ï´؟ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ï´¾ يختص بتلك الهيئة ليتوافق الكلام على هذين الثمرين، إن خصصناها بهما، مع الكلام على هيئتهما وهيئة النباتات الأخرى.
19- ï´؟ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ï´¾ [الأنعام: 109].
وقد ورد في كتب التفسير أن الذين أقسموا هم الكافرون، وعزا الطبري إلى قرأةٍ من المكيين والبصريين أن الخطاب من الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ولأصحابه، "وذلك ان الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي بآيةٍ المؤمنون به، قالوا (أي هذا البعض من المكيين والبصريين): وإنما كان سبب مسألتهم إياه ذلك أن المشركين حلفوا أن الآية إذا جاءت آمنوا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل يا رسول الله ربك ذلك، فسأل، فأنزل الله فيهم وفي مسألتهم إياه ذلك: قُلْ للمؤمنين بك يا محمد إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أيها المؤمنون بأن الآيات إذا جاءت هؤلاء المشركين بالله أنهم لَا يُؤْمِنُونَ... قال أبو جعفر: وأولى التأويلات في ذلك بتأويل الآية قول من قال: ذلك خطاب من الله للمؤمنين به من أصحاب رسوله أعني قوله: ï´؟ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ ï´¾ [الأنعام: 109]، وأن قوله أَنَّهَا بمعنى لعلها. وإنما كان ذلك أولى تأويلاته بالصواب لاستفاضة القراءة في قرأة الأمصار بالياء من قوله لَا يُؤْمِنُونَ ولو كان قوله وَمَا يُشْعِرُكُمْ خطاباً للمشركين لكانت القراءة في قوله لَا يُؤْمِنُونَ بالتاء" (تفسير الطبري40: 12-43). وقد نبّه بذلك أنهم- أي المؤمنين- لا يعلمون الغيب وأن توقعهم مبنيٌّ على الظن وإن كانوا هم في أنفسهم لا يشكون أن الكافرين سيؤمنون، ولكن العالم بالغيب هو الله عز وجل وإنه يعلم أن الكافرين لا يؤمنون حتى وإن جاءتهم الآيات. ومفتاح هذا المعنى هو "أنّ" في قوله تعالى: ï´؟ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ ï´¾ بمعنى " لعلّ" قاله الخليل وحكاه عنه سيبويه ( تفسير القرطبي 7/66). وقد وردت أنّ بمعنى لعل في كلام العرب كقول عدي بن زيد العبادي:
أعاذلَ ما يدريك أنّ منيتي
إلى ساعةٍ في اليوم أو في ضحى الغد
أي لعل منيتي. وكقول امرئ القيس، في رواية:
أي لعلنا نبكي وبها ورد البيت في روايات أخرى مشهورة. وكقول دريد بن الصمّة:
أريني جواداً مات هزلاً لأنني
أرى ما ترينَ أو بخيلاً مخلّدا
أي لعلي أرى، وهذا في كلام العرب كثير (تفسير القرطبي 7/66). وقد عدل القرآن الكريم عن استعمال لعل لما فيها من معنى الرجاء وهو المعنى الذي يتلاشى مع "أنّ".
20- ï´؟ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ï´¾ [الأنعام: 151].
ولكي يتوضح معنى الآية فقد كان للغويين تقدير في قوله تعالى: ï´؟ عَلَيْكُمْ ï´¾، فاختار البصريون أن يقدروا بعده أتلُ عليكم، ويكون سياق الآية هكذا: قل تعالوا أتلُ ما حرّم ربكم عليكم، أتلُ عليكم ألا تشركوا به شيئاً... الخ. وأما الكوفيون فقد اختاروا بعده " حرّم عليكم"، ويكون سياق الآية تبعاً لذلك هكذا: قل تعالوا أتلُ ما حرّم ربكم عليكم، حرّم عليكم ألا تشركوا به شيئاً... الخ. وكلا الاختيارين مقبول كما يقول القرطبي ( تفسير القرطبي 7/130). وأما الزمخشري فوقف عند قوله تعالى " ألا"، وهي كما هو معلوم: أن لا، ونظر إلى "أنْ" على أنها مفسرة، تُفسّر ما حرم الله، و" لا" على أنها ناهية وعطفت الأوامر بعضها على بعض فيكون السياق: لا تشركوا وأحسنوا بالوالدين ولا تقتلوا... إلخ ( الكشاف 2/76). وجعل ابن الشجري " عَلَيْكُمْ " منقطعة عن السابق، ويكون التقدير هكذا: أتلُ ما حرّم ربكم، عليكم (أي يجب عليكم) ألا تشركوا به وعليكم بالوالدين إحساناً وعليكم ألا تقتلوا أولادكم (تفسير القرطبي 7/130).
21- ï´؟ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ [الأنعام 162-163].
وعرض العلماء للأولية في قوله سبحانه: ï´؟ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ï´¾ تأويلات تكاد تكون متقاربة، فذكر الطبري أن المراد هو أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أول هذه الأمة اسلاماً وإقراراً وخضوعاً لربه جل وعلا (تفسير الطبري 5/147-148). وتأويل الزمخشري قريب من هذا فقال: " لأن إسلام كل نبي متقدم لإسلام أمته" ( الكشاف 2/81). ونقل ابن كثير عن قتادة كلام شبيهاً بكلام الطبري واستخلص منه رأياً قريباً من رأي الزمخشري فقال: "وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، قال قتادة: أي من هذه الأمة وهو كما قال، فإن جميع الأنبياء قبله كلهم كانت دعوتهم إلى الاسلام، وأصله عبادة الله وحده لا شريك له" ( تفسير ابن كثير 2/176). غير أن القرطبي جعل هذا الرأي آخر ثلاثة أجوبة عن هذه المسألة، وأما الجوابان الآخران فقد استنبطهما من الأحاديث الشريفة وهما:
أ- إنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أول الخلق أجمع معنىً بناءً على الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول مَن يدخل الجنة... " (صحيح مسلم حديث رقم 855). وعلى قوله عليه الصلاة والسلام: "نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضيّ لهم قبل الخلائق" ( صحيح مسلم حديث رقم 856).
ب- إنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أول المسلمين "لكونه مقدماً في الخلق عليهم، قال تعالى: ï´؟ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ï´¾ [الأحزاب: 7]. قال قتادة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث. فلذلك وقع ذكره مقدماً قبل نوح وغيره" ( تفسير القرطبي 7/152-153). وهذا الحديث الذي بنى القرطبي عليه استنتاجه ذكره ابن رجب في لطائف المعارف (ص 162) وقال انه روي مرفوعاً، ورواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (417: 4) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال إن فيه سعد بن بشير ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط والغالب على حديثه الاستقامة والغالب عليه الصدق، وذكر ابن كثير في تفسيره (383: 6) أن في ابن بشير ضعفاً وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة (661) وحكم الزرقاني في مختصر المقاصد (774) على الحديث بأنه صحيح.
أ. د. عباس توفيق

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]












توقيع : نزف القلم






[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3767[/img3]

عرض البوم صور نزف القلم   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 10:43 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
سليدا
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

بارك الله فيك ...
وجزاك خير ...
والبسك لباس الصحه والعافيه...












عرض البوم صور سليدا   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 11:19 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
حلا ليالي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حلا ليالي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4954
المشاركات: 94,360 [+]
بمعدل : 71.12 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حلا ليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك












توقيع : حلا ليالي





[/QUOTE]

عرض البوم صور حلا ليالي   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 11:29 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
عواد الهران
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عواد الهران

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5029
المشاركات: 46,086 [+]
بمعدل : 35.54 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عواد الهران غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.












توقيع : عواد الهران

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3773[/img3]


عرض البوم صور عواد الهران   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 01:21 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
~**~تحياآآآآتي~**~
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1383010815_556.gif');border:10px solid red;"][cell="filter:;"][align=center]

[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]







الله يجزاگ الجنه‍
و
ينور قلبگ
بارگ الله‍ فيگ
و
فقگ الله‍ لما يحبه‍
و
يرضاه‍


،،،

،،،


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]












عرض البوم صور ~**~تحياآآآآتي~**~   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 05:02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية الــوافــي

البيانات
التسجيل: Oct 2021
العضوية: 5235
المشاركات: 6,541 [+]
بمعدل : 5.72 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
الــوافــي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

*,

جزاك الله خير
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي لك












توقيع :

عرض البوم صور الــوافــي   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 10:02 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ترااانيم

البيانات
التسجيل: Feb 2020
العضوية: 4725
المشاركات: 12,990 [+]
بمعدل : 7.46 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
ترااانيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
وجعل ماطرحت في ميزان حسناتك












توقيع :



[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3786[/img3]

عرض البوم صور ترااانيم   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2022, 10:14 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية آلُـِـِوتين»♥

البيانات
التسجيل: Nov 2019
العضوية: 4700
المشاركات: 11,242 [+]
بمعدل : 6.13 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
آلُـِـِوتين»♥ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

جزاك الله خير الجزاء
دمت بِ سعآدة لاتنتهي












توقيع :


عرض البوم صور آلُـِـِوتين»♥   رد مع اقتباس
قديم 01-25-2022, 03:52 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)

البيانات
التسجيل: Oct 2020
العضوية: 4776
المشاركات: 25,029 [+]
بمعدل : 16.74 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯) غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3779[/img3]





فاشلون جدا من يحاولون تقليدي

عرض البوم صور بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)   رد مع اقتباس
قديم 01-25-2022, 03:57 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
توت احمر
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية توت احمر

البيانات
التسجيل: Aug 2021
العضوية: 5187
المشاركات: 10,900 [+]
بمعدل : 9.16 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
توت احمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تأملات في آيات من القرآن الكريم سورة الأنعام

تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك












توقيع : توت احمر



شكرًا صديقتي العزيزه ff1 (147).gif

عرض البوم صور توت احمر   رد مع اقتباس
إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شركة البركة العربية في خدمة حجاج الداخل sailor سوق مميــــز العـــام 0 08-26-2016 08:39 PM
فرن 90 سم كهرباء – فرن 60 سم غاز ( افضل سعر فى مصر ) مايفن بخيت سوق مميــــز العـــام 0 08-13-2016 06:10 PM
شركة كشف تسربات ومكافحة حشرات وتسليك مجارى بالدمام 0569580406 رودينا حماده سوق مميــــز العـــام 0 07-04-2016 11:02 PM


الساعة الآن 09:45 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط