مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الّإسْلاَميِة ::: > •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-2021, 11:07 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
نزف القلم
اللقب:
مميز ماسي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية نزف القلم

البيانات
التسجيل: Feb 2021
العضوية: 4875
المشاركات: 4,180 [+]
بمعدل : 3.03 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
نزف القلم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

[frame="10 80"]

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [فصلت: 9].
قال الإمام ابن جرير: الند العدل والمثل، كما قال حسان:
أتهجوه، ولست له بندٍّ
فشركما لخيركما الفداءُ
يعني بقوله «ولست له بند» لست له بمثل ولا عدل. وكل شيء كان نظير الشيء وشبيها له فهو ند اهـ ويدل على أن معنى الند العدل قوله تعالى أول سورة الأنعام ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ أي يسوون به تعالى غيره ممن لم يخلق سماء ولا أرضا ولا جعل ظلمات ولا نورا؛ ويجعلونه له ندا وشبيها في العبادة والطاعة، والمحبة والذل، والخوف والرغبة والرهبة، فيحبونهم كما يحب المؤمن الله؛ ويدعونهم كما يدعو المؤمن الله، ويستمدون منهم المدد كما يستمد المؤمن من الله، ويجعلون لهم من أموالهم النذور كما يجعل المؤمن لله. والله هو الأحق بذلك وحده. ولا ينبغي شيء من هذا لغيره، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون وعما يظنون بهم من ظن السوء: أنه لا يستجيب الدعاء إلا بواسطة أوليائهم الذين اتخذوهم من دونه ليقربوهم إلى الله زلفى، ويقدمون لهم من الحرث والأنعام والنقد؛ والشموع وغيرها ما لا يليق إلا بالله رب العزة. ويطوفون حول قبورهم والأنصاب التي نصبوها عليها كما يطوف المؤمن حول بيت الله. ويتعلقون بأستار قبورهم رجاء المغفرة والقبول، كما يتعلق المؤمن بأستار بيت الله، ويحجون إلى قبورهم من البلاد الشاسعة كما يحج المؤمن إلى بيت الله. ويتخذون لهم الأعياد – يسمونها موالد – يجتمعون فيها ويحرصون عليها كما يجتمع المؤمنون في مناسك ومشاعر بيت الله. وكل ذلك مضاهاة من أولئك المشركين لأولئك الموتى بالله؛ واتخاذهم أندادا مع الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله. لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها. ولهم آذان لا يسمعون بها ﴿ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمالْغَافِلُونَ
لم يسووهم بالله في خلق ولا رزق ولا إحياء ولا إماتة، ولا أي شيء من صفات الربوبية وخصائصها. بدليل ما قص الله عنهم وما سألهم مقرراً فأجابوا ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ﴾ ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾.
وليس يلزم في الندية المماثلة من كل وجه، والمناظرة في كل صفة، بل يكفي فيها التشبيه ولو بوجه واحد. فإنك تقول: فلان ند فلان. إذا كان مماثلا له في السن فقط، وإن لم يجتمع معه في أي صفة أخرى، من اللون؛ والعقل، والعلم، والدين.
وقد روى ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال «قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال: جعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده».
والمشرك شبه أولياءه بالله، في أنه جعل لهم من قلبه الحب، والذل والخضوع، واعتقاد التأثير الغيبي بدون سبب ظاهر، ودعاهم في شدائده؛ ونذر لهم، وحلف بهم. وكل ذلك تعظيم لا يستحقه إلا الله. فلما أعطاهم ذلك من قلبه ولسانه وجوارحه كان ذلك اتخاذ أنداد. وإن لم يشبههم به سبحانه في قدرة أو خلق أو إرادة، بلى قد شبه بعض المشركين في زمننا أولياءهم بالله في الملك وعلم الغيب. فزعموا أنهم يتصرفون في الكون، ويعلمون شئونه ويحفظونه، ويدفعون عنه البلاء من الأمراض ونحوها، مما يكون الله قد قضاه؛ ويفتخر بذلك بعضهم فيزعمه مما منَّ به عليه. وأن مجلسهم الباطني يشير على الله بما يفعل في الخلق من أرزاق وآجال وسعادة وشقاوة، ولم نسمع بشيء من ذلك في جاهلية العرب الأولى. تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيرا ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه:
العبد يراد به المعبد الذي عبده الله فذلـله ودبره وصرفه؛ وبهذا الاعتبار فجميع المخلوقين عبيد الله، من الأبرار والفجار؛ والمؤمنين والكفار، وأهل الجنة وأهل النار، إذ هو ربهم كلهم ومليكهم، لا يخرجون عن مشيئته وقدره وكلماته التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر؛ فإذا عرف العبد أن الله ربه وخالقه؛ وأنه مفتقر إليه تعالى ومحتاج إليه عرف عبوديته المتعلقة بربوبيته. وهذا العبد يسأل ربه ويتضرع إليه ويتوكل عليه، لكن قد يطيع أمره وقد يعصيه؛ وقد يعبده مع ذلك، وقد يعبد الشيطان والأصنام، ومثل هذه العبودية لا تفرق بين أهل الجنة وأهل النار، ولا يصير بها الرجل مؤمناً، قال تعالى ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ فإن المشركين كانوا يقرون أن الله خالقهم ورازقهم، وهم يعبدون غيره. قال تعالى ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ فمن وقف عند هذه الحقيقة؛ وعند شهودها ولم يقم بما أمر به من الحقيقة الدينية التي هي عبادته المتعلقة بإلهيته وطاعة أمره وأمر رسله كان من جنس إبليس وأهل النار، حتى يدخل في النوع الثاني من معنى العبد. وهو العبد بمعنى العابد. فيكون عابدا لله لا يعبد إلا إياه. فيطيع أمره وأمر رسله, ويوالي أولياءه المؤمنين المتقين ويعادي أعداءه. وهذه العبادة متعلقة بإلهيته. ولهذا كان عنوان التوحيد «لا إله إلا الله» بخلاف من يقر بربوبيته ولا يعبده، أو يعبد معه إلها آخر. فالإله الذي يألهه القلب بكمال الحب والتعظيم والإجلال والإكرام، والخوف والرجاء. وهذه العبادة هي التي يحبها الله ويرضاها ومن أجلها خلق خلقه، كما قال ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ وبها وصف المصطفين من عباده وبها أرسل رسله.
والعبادة والطاعة والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم ونحو ذلك من الأسماء مقصودها واحد. ولها أصلان:
أحدهما: أن لا يعبد إلا الله.
والثاني: أن يعبده بما أمر وشرع، لا بغير ذلك من الأهواء والبدع؛ قال تعالى ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً ﴾ وقال ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ فالعمل الصالح هو الإحسان، وهو فعل الحسنات. والحسنات: ما أحبه الله ورسوله وهو ما أمر به من إيجاب أو استحباب. فما كان من البدع التي في الدين ليست مشروعة فإن الله لا يحبها ولا رسوله، فلا تكون من الحسنات ولا من العمل الصالح. وقوله ﴿ وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ و ﴿ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ ﴾ فهو إخلاص الدين لله وحده. وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول «اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً».
إذا تبين هذا فكمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله. وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته. والناس في هذا الباب يتفاضلون فيه تفاضلا عظيما، وهو على حسب تفاضلهم في حقيقة الإيمان. وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار؛ تعس عبد القطيفة؛ تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، وإذا شِيك فلا انتُقش، إذا أعطى رضي، وإذا منع سخط» فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر فيه ما هو دعاء وخبر؛ وهو قوله «تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش» وهذه حال من عبد المال. فإنه إذا أعطي منه رضي، وإذا منع سخط، وهكذا حال من كان متعلقا برياسة أو بصورة أو نحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له ذلك رضي، وإن لم يحصل له سخط. فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له، إذ الرق في الحقيقة والعبودية هو رق القلب وعبوديته. وروى عن عمر رضي الله عنه «الطمع فقر، واليأس غنى؛ وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه » وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه، وقال إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا له ﴾ فإن العبد لا بد له من رزق، وهو محتاج إلى ذلك. فإذا طلبه من الله صار عبداً لله فقيراً إليه؛ وإذا طلبه من مخلوق صار عبداً لذلك المخلوق فقيرا إليه.
وقد دلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق، والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع كقوله ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ وقال تعالى ﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ وقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس «إذا سألت فاسأل الله، وإن استعنت فاستعن بالله» وفي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لما فعل به أهل الطائف ما فعلوا «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين؛ وأنت ربي. اللهم إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك سخط عليَّ فلا أبالي؛ غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي سخطك، أو يحل علي غضبك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».
وكلما قوى طمع العبد في فضل الله ورحمته، ورجاؤه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته لله وحريته مما سواه، فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له؛ ويأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. كما قيل «استغن عمن شئت تكن نظيره وأفِضل على من شئت تكن أميره. واحتج إلى من شئت تكن أسيره» فكذلك طمع العبد في ربه ورجاؤه له يوجب عبوديته له. وإعراض قلبه عن الطلب من الله والرجاء له يوجب انصراف قلبه عن العبودية لله. لا سيما من كان يرجو المخلوق ولا يرجو الخالق، بحيث يكون قلبه معتمداً إما على رياسته وجنوده وأتباعه ومماليكه، وإما على أهله وأصدقائه، وإمام على أمواله وذخائره، وإما على سادته وكبرائه كمالكه وملكه وشيخه؛ ومخدومه وغيرهم؛ ممن هو قد مات أو يموت. قال تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾ وكل من علق قلبه بالمخلوقين: أن ينصروه، أو يرزقوه، أو يهدوه. خضع لهم قلبه وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك. وإن كان في الظاهر أميراً لهم مدبراً لهم، متصرفا بهم. والعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر؛ فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له، يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن. واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فالحرية حرية القلب؛ والعبودية عبودية القلب، كما أن الغني غنى القلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم «ليس الغنى عن كثرة العرض؛ وإنما الغني غنى النفس».
ومن أعظم هذا البلاء إعراض القلب عن الله. فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيء قط عنده أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا أطيب. والإنسان لا يترك محبوبا إلا بمحبوب آخر يكون أحب إليه، أو خوفا من مكروه. فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح أو بالخوف من الضرر. قال تعالى في نبيه يوسف ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ فالله يصرف عن عبده ما يسوءه من الميل إلى الصور والتعلق بها ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له تغلبه نفسه باتباع هواها. فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوي في قلبه انقهر هواه بلا علاج. قال تعالى ﴿ إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ فإن في الصلاة دفعاً للمكروه، وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله. وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع المكروه فإن ذكر الله وعبادة القلب لله مقصود لذاتها. فأما اندفاع الشر عنه فهو مقصود بغيره على سبيل التبع.
والقلب فقير بالذل إلى الله من جهتين: من جهة العبادة والعلة الغائبة. ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية. فالقلب لا يصلح ولا يفلح؛ ولا يسر ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه. ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن. إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعيم والسكون، والطمأنينة. وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له. ولا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله. فهو دائما مفتقر إلى تحقيق ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ ا هـ ببعض اختصار هذا وليست العبادة تلك الصور الظاهرة، والحركات الميكانيكية؛ والأعمال التقليدية. فإنها كلها ميتة لا تحقق معنى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ بل طالما كانت شراً على أهلها المرائين المخادعين الكاذبين؛ اتخذوها شبكة لصيد مآرب الدنيا؛ وحبلا يحتطبون فيها حطاما الفاني. وصرفت القلوب عن خوف الله وخشيته وطال عليها الأمد فقست، وكثير منهم فاسقون خارجون على الله وعلى شرائعه؛ وعلى حدوده العبادة: تعبيد الروح والقلب لله، وامتزاج ذلك بكل ذرة، وكل عمل وكل خلق وكل حال. من كان كذلك كان من عباد الله المخلصين. جعلنا الله منهم بفضله وكرمه. محمد حامد الفقي.
[1] والآيات بعدها كذلك سؤال للمشركين تقريرا لهم عن رب السماوات السبع ورب العرش العظيم من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه وختمها كلها ﴿ سيقولون لله ﴾.
الشيخ محمد حامد الفقي

[/frame]












توقيع : نزف القلم






[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3767[/img3]

عرض البوم صور نزف القلم   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2021, 11:18 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
عواد الهران
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عواد الهران

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5029
المشاركات: 46,086 [+]
بمعدل : 35.56 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عواد الهران غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.












توقيع : عواد الهران

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3773[/img3]


عرض البوم صور عواد الهران   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2021, 02:29 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
حلا ليالي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حلا ليالي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4954
المشاركات: 94,360 [+]
بمعدل : 71.14 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حلا ليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك












توقيع : حلا ليالي





[/QUOTE]

عرض البوم صور حلا ليالي   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 12:08 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية اناقه جنوبيه

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5134
المشاركات: 7,927 [+]
بمعدل : 6.19 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
اناقه جنوبيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

يعطيك الف عافيه على الموضوع الرووعه
دمت ودام قلمك












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3778[/img3]


[img3]https://i.top4top.io/p_2209hze6p1.gif[/img3]

عرض البوم صور اناقه جنوبيه   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 12:28 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
SAMAR
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب












عرض البوم صور SAMAR   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 06:20 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
قصايد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية قصايد

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4985
المشاركات: 75,602 [+]
بمعدل : 57.19 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
قصايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)












توقيع : قصايد



عرض البوم صور قصايد   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 02:08 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
الجريحه
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

بارك الله فيك ونفع بك
اسأل الله العظيم
ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنان
وان يثيبك البارى على ما طرحت خير الثواب
فى انتظار جديدك المميز












عرض البوم صور الجريحه   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 02:42 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
أبو محـمد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية أبو محـمد

البيانات
التسجيل: Feb 2020
العضوية: 4800
المشاركات: 28,682 [+]
بمعدل : 16.42 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
أبو محـمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي












توقيع : أبو محـمد



[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3766[/img3]
الحمد لله فاطر السماوات والأرض
جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة
مثنى وثلاث ورباع
يزيد في الخلق ما يشاء
إن الله على كل شيء قدير

عرض البوم صور أبو محـمد   رد مع اقتباس
قديم 07-02-2021, 02:44 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
امير بذوقى
اللقب:
مميز مجتهد
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 300 مشاركةعضو لديه أكثر من 300 مشاركةعضو لديه أكثر من 300 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية امير بذوقى

البيانات
التسجيل: Jul 2021
العضوية: 5130
المشاركات: 313 [+]
بمعدل : 0.25 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
امير بذوقى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى بالطرح
سلمت يمناك وعساك على القوه
تحياتي لك












عرض البوم صور امير بذوقى   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2021, 03:57 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عابر سبيل

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5018
المشاركات: 54,518 [+]
بمعدل : 41.92 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عابر سبيل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نزف القلم المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: تفسير آية: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)

نزف القلم

أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم












توقيع :

[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3774[/img3]







عرض البوم صور عابر سبيل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 PM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط