موسي والراعي الصالح

موسي والراعي الصالح
*****
في أحد الأيام كان موسي يسير في الجبال وحيدا عندما راي من بعيد
رأعيا يجلس علي ركبايه ويداه ممدودتين نحو السماء يبتهل ويصلي
غمرت موسي السعادة ولكنه عندما أقترب منه دهش عندما سمعه
كان الراعي يقول وهو يصلي :
ياإلهي الحبيب إني أحبك أكثر مما قد تعرف وسأفعل أي شئ لأجلك
فقط قل لي ماذا تريد حتي لو طلبت مني أن أذبح أسمن خروف عندي
فلن أتردد في عمل ذلك أشويه وأضع دهن إليته في الرز ليكون لذيذا
اقترب موسي من الراعي لينصت إليه أكثر واستمر الرجل يقول :
سأغسل قدميك وأنظف أذنيك وأغسل شعرك هذا هو مقدار حبي لك
عنما سمع موسي ذلك صاح مقاطعا الراعي وصائحا وهو يقول :
توقف أيها الرجل الجاهل .. ماذا تظن نفسك فاعلا .. هل تظن
أن الله يأكل الرز وهل تظن أن لله قدمين حتي تغسلهما ؟؟
هذه ليست صلاة .. هذا كفر محض
فكرر الراعي الذي أحس بالذهول والخجل اعتذاره ووعد موسي
بأن يصلي كما يصلي الأتقياء .. فعلمه موسي الصلاة ثم تركه
ولكن في تلك الليلة سمع موسي صوتا .. كان صوت الله عز وجل
ماذا فعلت يا موسي ؟؟ لقد أنبت ذلك الراعي المسكين ولم تدرك
معزتي له .. لعله لم يكن يصلي بالطريقة الصحيحة ولكنه مخلص
فيما يقول .. أن قلبه صاف ونياته طيبة .. إني راض عنه
قد تكون كلماته لاذنيك كالكفر ولكنها كانت بالنسبة لي كفرا حلو
ففهم موسي خطأه في الحال
وفي الصباح الباكر من اليوم التالي عاد موسي ثانية إلي الجبال
بحث عن الراعي فوجده يصلي بالطريقة التي علنه أياها موسي
ولكنه كان يؤدي صلاته بشكل يفتقد للحماسة كما كان يفعل سابقا
ربت موسي علي ظهر الراعي الصالحوهو يشعر بالندم وقال له :
يا صديقي لقد أخطأت فأرجوا أن تغفر لي كما أرجو أن تصلي
كما كنت تصلي من قبل فقد كانت صلاتك ثمينة في عيني الله
تملكت الراعي الدهشة مما سمع وفي نفس الوقت شعر بالراحة
ومع ذلك لم يعود إلي صلاته القديمة ولم يلتزم بالصلاة الرسمية
فقد أكتشف طريقة جديدة يتواصل بها مع الله سبحانه وتعالي
وبالرغم من أنه كان راضيا وسعيدا بإيمانه الساذج فأنه قد
تجاوز الأن تلك المرحلة .. مرحلة ما بعد كفره الحلو
الفائدة
لا تحكم علي الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله
فلكل امرئ طريقته الخاصة لأن الله لا ينظر لكلماتنا
بل ينظر في أعماق قلوبنا وليست المناسك والطقوس
هي التي تجعلنا مؤمنين بل إن كانت قلوبنا
صافية أم غير صافية
******