الحياة لحظتان لا ثالث لهما .. بقلمي

الحياة لحظتان لا ثالث لهما
بقلمي الحائر
********
نعم أنها الحياة لحظتان لا ثالث لهما
لحظة الميلاد .. ولحظة الموت
لحظة الوجود ولحظة العدم .. وما بينهما من عمر طال بنا أو قصر
زمن قد يعد بعشرات السنين ولكنه لا يحممل وهج هاتان اللحظتين
لحظتان تحددان لنا البداية النهاية .. لحظتان ليس لنا الخيار فيهما
وإن كان لنا الخيار النسبي فيما بينهما من تفاصيل صغيرة
لحظة الميلاد
لحظة تنتظرها الأم بشئ من السعادة والخوف معا وهي تفكر فقط
في القادم الجديد للحياة .. كيف يكون وماذا يخبئ له المستقبل
آلام الولادة
وصفها ليس سهلا ولكنها من وجهة نظري منتهي الألم الممتع جدا
فعندما يتفاعل العامل العاطفي مع الإحساس .. يخف الألم تماما
لأنه مدام هذا الألم سينتهي بحادث سعيد فلابد من التحمل والصبر
لابد من إقناع النفس بالإحتمال والتعايش مع الألم مهما كان مؤلما
الأم وما أدراكم ما الأم
هي التي تعاني وتكابد كل هذا الآلام بصبر حتي تصل بها للذروة
لحظة الميلاد .. لحظة التوهج .. بل لنقل عنها لحظة الوجود
ثواني قليلة هي التي تفصل بين قمة الألم وقمة السعادة
عندما يبكي الطفل فيشرق وجه الأم بالسعادة الغامرة
ولو رأي الأبناء كيف تلدهن الأمهات لأصبح العقوق مستحيلا
لحظة الموت
تسير بنا الحياة نعمل ونبني أحلاما وأماني ونصارع من أجل البقاء
ورويدا رويدا نقترب من اللحظة الأخيرة وهي الحقيقة الوحيدة
والغريب هي أن الإنسان هذا المخلوق الذي يملا الدنيا نشاطا
يستقبل هذه اللحظة بهدوء غريب وهو ينظر متأملا كل العيون
التي تنظر إليه كمن يريد أن يودعهم الوداع الأخير ولكن لسانه
يعجز تماما عن النطق كما تقف أطرافه عاجزة تماما عن الحركة
وقد يمر أمام عينيه وهو بفكر بصمت هل هو نادم أم هو راضي
لحظة صمت لمن علي وشك الرحيل ولمن هم علي وشك وداعه
أنها لحظة الموت .. الحقيقة الوحيدة في الحياة
هذه هي الحياة
لحظتان لا ثالث لهما ولو تأملنا معناها جيدا لعرفنا كيف نحياها
لا نبحث عن السعادة في دروب مظلمة ولا نجري وراء سراب
لا نقلب حياتنا إلي غابة .. يأكل فيها القوي الضعيف بلا رحمه
نستطيع
أن نحول دنيانا إلي جنة وأن نكون أشباه ملائكة وهذا ممكن تماما
ما ينقصنا هو الصدق مع أنفسنا ومع الآخرين مع الإيمان بالهدف
من وجودنا وتحقيق الهدف الأسمي الذي من أجله قد خلقنا
وتبقي كلمة حق
الخير والشر في صراع حقيقي ولان يكون هذا الصراع نسبيا
فالخير قيمة سامية مطلقة والشر أيضا قيمة حقيقية مطلقة
والمعركة بينهما مستمرة ولم تحسم هذه المعركة بينهما
ودور المتفرج لا يليق بالإنسان وعلينا أن نأخذ مواقعنا
حتي نلون هذه الحياة القاتمه .. بألوان زاهية مبهجة
********