البارحه كني على...

[عواد الهران]

اليارحه كني على :

البارحه كني على شاطي النيل
وانا في بيتي ماتعديت بابه

شبيت نار الشوق بين المعاميل
يوم إرتكى فكري وبيَن سرابه

هنا إبتدا للشوق موعد مع الليل
وهناك كانت للقصايد كتابه

يصب لي واشرب معاه الفناجيل
ويلعب مع الهوجاس صوت الربابه

يا لعنبوه : شلون جرّ المواويل ?
وصدر الشقا مليان قبله كئابه

كنا صغار وجيلنا غير هالجيل
كنّ الليالي حالفه ما تشابه

لو ترمش عيونه على نجمة سهيل
هلّت على قاعه مزون السحابه

ولو يدعس برجله على مخبط السيل
تنبت تحت صبعه من العشب غابه

ولو يلتفت للفقر غنّى ( تساهيل )
تشوف حلم الليل نوّخ ركابه

ولو يبتسم للحزن ( شبّ التعاليل )
ولو يضحك بوجه الزمن طاح نابه

الفقر ميّت في جيوبه من الويل
والطيب حي وفي يدينه زهابه

كان العمر بعيونهم ( كذبة إبريل )
والموت ما خلّى النبي والصحابه

صغاراً ولكن بالهقاوي رجاجيل
واطفال ولكن بالمواقف ذيابه

لكن بقى في داخلي شي ماقيل
ابنتظر لا صار ماله إجابه

ليه الزمن ماتجرحه ( كبوة الخيل ) ?
صد وتنكر ليه ( حضرة جنابه)?

من حيرتي غنيت ولا عاد بي حيل
عُودٍ تذكر ما مضى من شبابه

( ياليل دانه يا لا دانه ويا ليل )
قال العمر (ياهيه )ماهي طلابه

ماقلت لك كني على شاطي النيل ?
وانا في بيتي ماتعديت بابه

منقول/ عواد الهران