برودة اليدين والقلق

[عيسى العنزي]

القلق هو مصطلح عام يشمل عدة أنواع مختلفة من اضطرابات القلق. وعلى الرغم من وجود المكون النفسي للقلق، إلا أنه يوجد هناك أيضًا مكون جسدي للقلق يشمل:
تسارع ضربات القلب
الألم في المعدة
قصور التنفس
برودة اليدين

هناك العديد من الطرق لإدارة القلق الذي يساعد في تخفيف أعراض القلق الجسدية. معرفة سبب حدوث القلق يمكن أن يساعد في العلاج.
لمَ تحدث برودة اليدين عند القلق

القلق يتظاهر بأعراض جسدية. يستجيب الجسم للقلق باستجابة الهرب أو المواجهة. تتوافق الحالة المزاجية مع الحالة العقلية، والتي يفسرها الجسم على أنها استجابة للخوف. في هذا النوع من الاستجابة الجسدية، يستجيب الجسم للقلق كما لو أنه في حالة طارئة. يتم إعادة توزيع الدم إلى الأعضاء الرئيسية مثل القلب والعضلات لمساعدة الجسم على الهروب أو المواجهة. هذا الأمر قد يسبب برودة الأطراف القاصية مثل اليدين، الأصابع والقدمين.
الأعراض الحادة الأخرى تتضمن التعرق، صعوبة التنفس، والشعور بألم الرأس. يمكن أن يسبب القلق أيضًا الأرق والآلام العضلية. [1]
الأسباب المؤدية لبرودة اليدين عند القلق

نظام المواجهة أو الهرب

يبدأ الأمر من خلال تفعيل نظام المواجهة أو الهرب. نظام المواجهة أو الهرب يشكل أساس القلق. وهو تفعيل النظام الذي يسبب الشعور بالخوف ومواجهته. في حال عانى الشخص من الخطر، يتم تنشيط نظام المواجهة أو الهرب من أجل إعطاء الشخص الأدوات اللازمة من أجل المواجهة أو الهرب. يحدث القلق عند فشل هذا النظام، وعندما يحضر الجسم نفسه من أجل مواجهة خوف أو خطر غير موجود. يتفاعل الجسم مع العقل، ويتظاهر هذا القلق على شكل أفكار عصبية، ومخاوف، بالإضافة إلى أعراض جسدية تحدث كنتيجة لنظام المواجهة أو الهرب.
هذا الأمر بالغ التعقيد. يطلق الجسم الأدرينالين. يسرع الأدرينالين من ضربات القلب ويزيد من تدفق الدم إلى أجزاء الجسم التي تحتاج الدم بشدة عند مواجهة الخطر. يقوم بتحويل الدم بعيدًا عن اليدين، لذلك بدون الدم الوارد إلى اليدين، تُصاب اليدين بالبرودة.
فرط التهوية

فرط التهوية يسبب استجابة مشابهة وينجم أيضًا عن القلق. فرط التهوية يحدث عند زفر ثنائي أكسيد الكربون بسرعة كبيرة. يحتاج الجسم لثنائي أكسيد الكربون. عند التنفس بسرعة كبيرة (وهو أمر شائع في نوبات القلق) يستنشق الشخص كميات كبيرة من ثنائي أكسيد الكربون ويسبب في إجهاد الجسم. يستجيب الجسم لفرط التهوية من خلال تسريع ضربات القلب وأخذ كمية أكبر من الدم، هذا الأمر بدوره يحول الدم عند اليدين والأصابع ويسبب الوخز والشعور بالبرد.
التعرق

واحدة من أسباب برودة اليدين هي التعرق. عند حدوث استجابة المواجهة أو الهرب. يتوقع الجسم من الشخص الهروب. لذلك يقوم بالتحمية. ويستجيب الجسم لذلك من خلال التعرق للمحافظة على برودة الجسم. بالطبع، لا ينتهي الأمر بتحمية اليدين، لذلك في النهاية، يبرد العرق الجسم أكثر من الحاجة، وخاصةً اليدين.
زيادة الحساسية

لا تنجم برودة اليدين عن تغيرات في الجسم. البعض منها يكون ناجمًا عن تغيرات في الحساسية. يمكن أن يسبب القلق فرط الحساسية، وهو عندما يكون الدماغ حساس بشدة للتغيرات الجسدية، مما يسبب كنتيجة ملاحظة أي تغير في الجسم.
كنتيجة لذلك، عند ملاحظة الإحساسات، تكون متضخمة. هذا الأمر يشبه لدغة الحشرة. في حال عدم الانتباه لها، تسبب لدغة الحشرة حكة بسيطة وغير ملحوظة. لكن عند التفكير بالأمر، يمكن أن تكون الحكة غير محتملة. وهذا الأمر يماثل ما يفعله فرط الحساسية. يمكن أن تكون برودة اليدين ببساطة ناجمة عن زيادة الحساسية التي يشعر بها الجسم استجابة للقلق. [2]
هل تختفي برودة اليدين

تختفي برودة اليدين. بما أن هذه البرودة ناجمة عن استجابة القلق، يعود تدفق الدم للشكل الطبيعي بعد انتهاء موجة القلق. وتختفي هذه الاستجابة لأن الجسم لم يعد بحاجة إليها، ويعود تدفق الدم إلى اليدين والقدمين، مما يسبب تسخينهم. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، حوالي 20 دقيقة، لذلك لا يجب الهلع في حال لم يحدث ذلك مباشرةً.
استشارة طبيب نفسي يمكن أن يساعد في إدارة القلق. العلاج السلوكي المعرفي هو علاج فعال للقلق. يساعد في التعرف وتغيير الأفكار غير المساعدة وغير الصحيحة التي يمكن أن تحفز القلق ويساعد على إعادة توجيه الأفكار بطريقة أفضل. هذا الأمر يساعد على إدارة الأعراض الجسدية الناجمة عن القلق. استشارة طبيب متخصص حول الأعراض يمكن أن يكون مفيدًا ايضًا. اعتمادًا على ما يجده الطبيب، يمكن أن يصف بعض الأدوية التي تساعد الشخص على التحكم بالقلق.
الأسباب الأخرى لبرودة اليدين

القلق ليس المسبب الوحيد لبرودة اليدين. الأسباب الأخرى المحتملة لبرودة اليدين تتضمن:
ظاهرة رينود

ظاهرة رينود تحدث عندما ينحصر تدفق الدم إلى اليدين والقدمين، مما يسبب برودة في القدمين. [1] أي تعرض للتوتر أو البرد، أو حتى لمس عجلة القيادة الباردة يمكن أن يقلل من الدورة الدموية في المنطقة. ويسبب مرض رينود.
الخثرات الدموية

في الحالات النادرة، يمكن أن تنجم الأصابع الباردة عن الخثرة الدموية التي تشكلت في مكان آخر في الجسم وانتقلت بعدها إلى شريان في الذراع. هذه الخثرة يمكن أن تسبب الشعور بالبرد والألم في الأظافر، اليدين، والذراع. هذا الأمر يتطلب رعاية طبية طارئة.
نقص نشاط الدرق

يسمى ذلك نقص في نشاط الغدة الدرقية ويحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية كمية كافية من هرمون الدرق. نقص نشاط الدرق يتطلب وجود طبيب للتشخيص والعلاج. يتم عادةً علاج الاضطراب من خلال الأدوية، لكن قد يحتاج الشخص لفحص متكرر في بداية العلاج كي يقرر الطبيب الجرعة المناسبة.
نقص فيتامين ب 12

فيتامين ب12 هو فيتامين أساسي يتواجد في العديد من المنتجات الحيوانية. عوز فيتامين ب12 يسبب خدر، وخز وشعور بالبرد في الأصابع. في الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب تورم اللسان، اضطرابات فكرية، وفقدان الذاكرة. [3]
الأمراض الشريانية:

الأمراض التي تصيب الشرايين يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى بعض الأجزاء في الجسم، من ضمنها اليدين والقدمين. عند حدوث ذلك، لا يتدفق الدم بالشكل الطبيعي.
تدخين السجائر:

التدخين يسبب تضيق الأوعية الدموية في الجسم، مما يسبب برودة اليدين والقدمين. على المدى الطويل، يمكن أن يسبب ذلك أذية للقلب، ويسبب خلل في تدفق الدم عبر الجسم. عند رؤية طبيب متخصص حول برودة الأطراف، سوف يطرح الطبيب بعض الأسئلة حول الأعراض والقصة المرضية. يمكن أن يطلب بعض الفحوصات من أجل التأكد من عدم وجود اضطرابات صحية مسببة لبرودة اليدين.
متى يجب الحصول على استشارة طبية

في حال برودة اليدين كل الوقت، في أي طقس، يجب استشارة الطبيب. يمكن أن يكون ذلك من أعراض الاضطرابات، والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في هذا الأمر. برودة اليدين يمكن أن تشير للعديد من الاضطرابات المختلفة.
في حال كان الشخص مصابًا بالقلق لدرجة أنه يؤثر على حياته اليومية، يجب استشارة متخصص صحي. يمكن أن يساعد الطبيب في إيجاد معالج نفسي يساعد الشخص على تخطي أعراض القلق وتقليل الأعراض الجسدية. يوجد علاج لهذا الأمر، كل ما يتوجب على الشخص القيام به هو طلب المساعدة. [1]