كيف أنتم إذا غدي عليكم بجفنة

الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (21)


حديث: عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كيف أنتم إذا غدي عليكم بجَفْنَةٍ[1] ورِيحَ عليكم بأُخرى؟))، قالوا: يا رسول الله، إنَّا يومئذ لَبِخَير؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بل أنتم اليوم [خير][2])).



رواه أبو يعلى، وفيه من لم أعرفهم.



انظر مجمع الزوائد (ج10 صفحة 267)[3].



- للاطلاع على الحديث التاسع عشر من السلسلة، "أنا مدينة العلم وعلي بابها"؛ يرجى الضغط هنا.
- للاطلاع على الحديث العشرون من السلسلة، "صلاة التسبيح"؛ يرجى الضغط هنا.
[1] الجَفْنَة: وعاء الطعام الكبير، (انظر تاج العروس 34/359).
[2] زيادة من جميع مصادر الحديث.

[3] الحديث رواه أبو يعلى (4/38 رقم 2043) من طريق مؤمل، والبيهقي في الشعب (18/342 رقم 9851 السلفية، 7/287 رقم 10334 العلمية) من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن عبدالله بن عمر العُمري، ثنا ربيعة، عن عطاء، عن جابر به.

وهذا غريب: فالعمري ضعيف، وربيعة إن لم يكن ابن أبي عبدالرحمن، فلم أعرفه، ولم أرَ ذكرًا لرواية العمري عنه، وذكروا لربيعة رواية عن عطاء بن يسار، وهذا يروي عن جابر، كما أن عطاء بن أبي رباح مُكثر عن جابر.

تنبيهان:

الأول: وقع في المطبوع من مسند أبي يعلى: "ربيعة بن عطاء"، وكذا في زوائده المقصد العلي (4/475)، ولا يحتمل أن تكون الواسطة بين العمري وجابر رجلاً واحدًا، فإن كان التصحيف محفوظًا، فلعله من سوء حفظ مؤمل بن إسماعيل، فهو ضعيف، وكأنه لذلك قال الهيثمي في المجمع (10/237): رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم.

الثاني: لم يذكر ابن حجر هذا الحديث في المطالب العالية، مع أنه على شرطه، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة، وليس ضمن الموجود من النسخة الكاملة المتداولة منه، وإنما هو في مختصره (10/396 رقم 8144) المجرد من الأسانيد.

• وقد ورد الحديث من وجه آخر بأتم منه، وذلك آخر حديث وصف أهل الصفة من حديث طلحة بن عمرو - رضي الله عنه - مرفوعًا: "سيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم، تلبسون مثل أستار الكعبة، ويُغدى ويُراح عليكم بالجفان"، قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير أو اليوم؟ قال: "لا، بل أنتم اليوم خير، أنتم اليوم إخوان، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض".

رواه ابن سعد (7/51)، وأحمد (3/487)، وبقي بن مخلد؛ (كما في رجحان الكِفة للسخاوي 226)، والفاكهي في أخبار مكة (1850)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (1/277) واللفظ له، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/112-113 رقم 1434-1435)، وعبدالله بن أحمد في زوائد الزهد (47)، والبزار (4/259 رقم 3673 كشف الأستار)، والروياني (2/477 رقم 1500)، وابن جرير في تهذيب الآثار (2/708 مسند عمر)، والبغوي في معرفة الصحابة (3/413)، وابن قانع (2/43)، وابن حبان (15/78 رقم 6684 الإحسان)، والطبراني (18/371)، والحاكم (3/15 و4/548)، وأبو نعيم في الحلية (1/374)، وفي معرفة الصحابة (3/1551 رقم 3929)، وابن بشران (1/185 رقم 185)، والبيهقي في الكبرى (2/445)، وفي شعب الإيمان (13/401 و18/331)، وفي الدلائل (6/524)، والخطيب في الموضح (1/464)، وقوام السنة، والأصبهاني في الدلائل (3/993)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/90)، والضياء في المختارة (8/145-147) من طرق عن داود بن أبي هند، نا أبو حرب بن أبي الأسود، عن طلحة بن عمرو، مطولاً ومختصرًا.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان، والضياء، والألباني في الثمر المستطاب (2/817).

قلت: لكن قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (4/472): إن رواية أبي حرب عن طلحة مرسلة، وتعقَّبه الضياء بقوله: في رواية الإمام أحمد عن عبدالصمد ما يدل على أنه ليس بمرسل، ففيه: "أن طلحة حدَّثه"، والله أعلم بالصواب.

قلت: يعني رواية عبدالصمد بن عبدالوارث عن أبيه عن داود، ولم ينفرد بذكر السماع بين أبي حرب وطلحة، بل تابَعه هشيم عند ابن بشران، وعلي بن عاصم عند الحاكم، ولكن عند ابن بشران جعل محل الشاهد من مرسل الحسن خلافًا لباقي المصادر.

• والإسناد خالف فيه عدي بن الفضل، فرواه عن داود، عن أبي حرب، نا عبدالله بن فضالة الليثي!

رواه الطبراني (18/320)، وابن شاهين (كما في الإصابة 3/534)، والمخلص في فوائده (171/أ كما في تخريج دلائل النبوة؛ للأصبهاني).

وقال ابن حجر، والسخاوي في رجحان الكفة (121): إن عديًّا متروك، والرواية الأولى هي الصحيحة.

• ورواه ابن الأعرابي في معجمه (668) من طريق أبي معاوية، عن داود، عن طلحة بن عبدالله بن كريز، عن سعد بن هشام مرفوعًا، وهذا شاذ، فرواية أبي معاوية عن غير الأعمش فيها كلام.

• وورد للحديث شواهد أخرى بنحوه مسندة ومرسلة؛ انظرها في شعب الإيمان (18/329 و338 و341 السلفية)، وتخريج المطالب العالية (13/234-240).