تفسير اسماء الله الحسنى/الفتاح

[ناطق العبيدي]

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الفـتـــــاح
ان معنى الفتاح هو الذى يفتح الابواب الحقيقيه ويفيض بالفتح على الجميع والفتح قسمان فتح علم ..وفتح كل شئ غامض والفتاح الذى يفتح مغاليق الملكوت لسائر اوليائه ويفتح ابوابالرحمه للمؤمنين ويفتح الغيوب قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام انا فتحنا لك فتحا مبينا....الفتح 1
من كتاب المقصد الاسنى
للامام الغزالى
الفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل منغلق وبهدايته ينكشف كل مشكل
فتاره يفتح الممالك لانبيائه ويخرجها من ايدى اعدائه ويقول
انا فتحنا لك فتحا مبينا
وتاره يرفع الحجاب عن قلوب اوليائه
ويفتح لهم الابواب الى ملكوت سمائه وجمال كبريائه
ويقول
مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها...........فاطر2
ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق،فبالأحرى ان يكون فتاحا
ينبغى ان يعطش العبد الى ان يصير بحيث ينفتح بلسانه مغاليق المشكلات الالهيه
ويتيسر بمعرفته ماتعسر على الخلق من الامور الدينيه والدنيويه
ليكون له حظ من اسم الفتاح

ومن كتاب الجامع
لاسماء الله الحسنى
اعلم اخى المسلم
ان الله سبحانه هو الفتاح لكل مستغلق،
وانه الذى يفتح ابواب الرزق والرحمه لعباده
ويفتح المنغلق عليهم من امورهم واسبابهم
ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق
ويشرح صدورهم بعد الضيق،ويفتح عليهم كل مشكل غلق
وقال الله تعالى
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو...........الانعام59
وهذا الفتح والشرح ليس له حد،وقد اخذ كل مؤمن منه بخط
ففاز منه الانبياء بالقسم الاعلى،ثم من بعدهم الاولياء،ثم العلماء،ثم عوام المؤمنين
ولم يخيب الله منه سوى الكافرين
فيا من فتح الله اقفال قلبه،وافاض عليه نورا من عنده،
حل اقفال الجاهله بمفاتيح العلوم
وكن فتاحا كما فتح الله عليك
وان كنت لم تصل الى هذا المقام،وفتح عليك من الرزق الظاهر....رزق الاشباح،
فكن ذا يد سمحه،وقلب فتاح،
فانما تنفق من خزائنه التى لا تغلق ولا يضيع لها مفتاح
واذا كنت قد عدمت هذا فاسع ان تكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر

قال الحليمى
هو الحاكم اى يفتح مانغلق بين عباده ويميز الحق من الباطل
ويعلى المحق ويخزى المبطل،
وقد يكون ذلك منه فى الدنيا والاخره

وقال الخطابى

ويكون معنى الفتاح ايضا الذى يفتح ابواب الرزق والرحمه لعباده
ويفتحالمنغلق عليهم من امورهم واسبابهم،
ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم ليبصروا الحق
ويكون الفاتح ايضا بمعنى الناصر..........كقوله تعالى
ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح....الانفال 19

يقول القاضى
========
فهو سبحانه وتعالى يفتح الخير على عباده ويسهل عليهم ماكان صعبا،
ثم يفتح عليهم فى امور الدين وهو العلم وفى امور الدنيا،
فيغنى فقيرا،وينصرمظلوما،ويزيل كربه

ويقول الدكتور
محمد بكر اسماعيل

الفتاح هو الذى بارادته وقدرته ينفتح كل مغلق،وبعنايته وهدايته ينكشف كل مشكل
وبرحمته وفضله يندفع البلاء ويذهب الشر ويزول العسر،وتذهب الغمه ويتبدد الحزن
ويتجددالامل ويرتفع الحرج وينصرف السوء
يقول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها
ومايمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز
الحكيم
فاطر1
صدق الله العظيم
نعم هو كذلك فالامر امره
ولاقدره لمخلوق مع قدرة الخالق،فما شاء فعل وما شاء كان،
وما لم يشأ لم يكن
ليس للخلق مع ارادته اراده فما يمنحه لعبد من عباده من خير فلا يستطيع احد،
كائنا من كان ان يمنعه اياه
واذا امسك عن احد شيئا من الرزق وغيره فلا يستطيع احد
كائنا من كان ان ينفعه به او يمكنه منه
وقال صلى الله عليه وسلم
واعلم ان الامه لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لم ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك
وانهم لو اجتمعوا على ان يضروك بشئ لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك
رفعت الاقلام وجفت الصحف
ونحن نعلم ان ابواب الخير كثيره لا يحصيها الا الله،وانها لا تنفتح لاحد الا باذن الله
وان الله عز وجل عزيز حكيم يفتح ابواب رحمته لمن يستحق ان تفتح له
ويغلقها على من يستحق ان تغلق دونه
الا ان لله رحمتان
رحمه عامه...لا تنغلق على احد
ورحمة خاصه....لا ينالها الا من يستحقها من المؤمنين المخلصين
ورحمة الله الواسعه ينال المحسنون منها كل على قدر احسانه،عدلا منه جل شأنه
ويزيدهم الله على ذلك اضعافا مضاعفه بفضله العظيم
ومن بعض تلك المفاتيح
فمنهم من يفتح الله له ابواب من العلم والمعرفه
ومنهم من يفتح الله له ابواب من الثراء فيكثر لديه المال
ومنهم من يمده بالعافيه فتكون تاجا على راسه
ومنهم من يهبه الله البنين والبنات فتقر بهم عيناه ويجد فيهم انسه وسلواه
ومنهم ومنهم.......فنعم الله لا تحصى،ومننه لا تستقصى ومفاتيح الغيب عنده
لا يغيب عن علمه مثقال ذرة فى الارض ولا فى السماء
ويقول الله عزوجل فى سورة الانعام
وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم مافى البر والبحر
وماتسقط من ورقه الا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الارض
ولا رطب ولا يابس الا فى كتاب مبين
صدق الله العظيم
والله ورسوله اعلى واعلم
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي