مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الّإسْلاَميِة ::: > •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-08-2022, 09:25 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
حلا ليالي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حلا ليالي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4954
المشاركات: 94,360 [+]
بمعدل : 69.86 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حلا ليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
السيرة النبوية: ترتيبات المدينة المنورة

السيرة النبوية: ترتيبات المدينة المنورة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ها نحن في المدينة وقد اجتمع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه المهاجرين والأنصار، وفي المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صاحب الأمر الأول فيها، لا أحد يعترض على أوامره أو يخالف قراراته، وفي المدينة ظهرت بوضوح مهارة القيادة لدى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعالجته لكل المشاكل الطارئة في المجتمع الجديد، وإن من أول قراراته عليه الصلاة والسلام التي أدهشت المؤرخين والباحثين في سيرته تغييره لاسم المدينة، غيَّرها من يثرب إلى المدينة.

لماذا اختار اسم المدينة دون غيره من الأسماء؟ كانت العرب تسمي المدن الكبرى بالقرى، ولم يكونوا يطلقون اسم المدن على بلدانهم: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾ [الزخرف: 31]؛ والقريتان هما مكة والطائف.

اسم المدينة اسم يوحي بالتمدن والحضارة، والانتقال من حياة البداوة وطبائع الصحراء، من الجفاء والغلظة، والتباعد والتفرق، والتفاخر والاهتمامات البسيطة، إلى طبائع أهل المدن، الاجتماع والتعاون، وقيام الأسواق ووجود دور التعليم، والقضاء والحقوق، والاجتماع في مكان واحد مستقر يؤوب إليه الناس، وهذه معانٍ مشتقة من هذا الاسم الجديد (المدينة)، فالإسلام رسالة مدنية متحضرة، فيه كل معاني الحضارة والتمدن.
هذا أولًا.


ثانيًا: لو راقبنا سَيْرَ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ودخوله إلى المدينة، لرأينا أنه عليه الصلاة والسلام لم يستعجل الدخول إليها، بل أقام قبل ذلك في قباء عدة أيام، وصلى الجمعة في بني عمرو بن سالم، وكان يجلس لأصحابه في بيت كلثوم بن الهدم، فهو عليه الصلاة والسلام يواسي أصحاب الدور التي قبل المدينة، كما يعلم من شوقهم لرؤيته ومحادثته، ثم بعد ذلك يدخل المدينة ويستقر بها، وهذا من صفات الراعي مع رعيته؛ ولهذا ينبغي لأهل الصلاح والدعاة ألَّا يظلوا بعيدين عن القرى البعيدة عن المدينة، في دعوتهم وتعليمهم وإرشادهم، وليكن لهم نصيب من التوجيه في أي سفر كان.

ثالثًا: لما دخل المدينة عليه الصلاة والسلام، تسابق الناس إلى دعوته للنزول عنده، والمقام لديه، فكان عليه الصلاة والسلام يسير على راحلته، ويقول: ((دعوها فإنها مأمورة))، حتى تقف أمام منزل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فيسارع يحمل رحلَ النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يقول: ((المرء مع رحله))، لماذا أبو أيوب؟

دعونا نذهب إلى اللحظات الأخيرة في حياة أبي أيوب الأنصاري، أين مات وأين دفن، لقد مات رضي الله عنه على أبواب القسطنطينية، مجاهدًا في سبيل الله، وقد تقدم به العمر كثيرًا، هنا في إسطنبول، إذا رأيت جمال النهايات، فقد عرفت سر البدايات، الإخلاص والاستمرار في العمل، والمداومة عليه حتى الساعات الأخيرة، حينها تفهم سبب تفضيل هذا على ذاك.

استقر النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب، ومن أراد أن يعرف ماذا كان يدور في هذا البيت، فلينظر في كتب السيرة؛ فإنها من أسباب رقة القلب، وزيادة الإيمان، ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم ويجتمع مع أصحابه، ويستقبل به الوفود والزوار، والسائلين، ويقضي بين المتخاصمين.

ومن الكرامات أيضًا بعد كرامة أبي أيوب الأنصاري كرامة طلق بن علي الحنفي، من طلقٌ هذا؟ هذا صحابي من أهل اليمامة من أهل نجد، وافق قدومه للمدينة قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني المسجد مع أصحابه، فكأنه لم يعجبه عملهم، فأخذ المسحاة فخلطها في الطين، فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم عمله وقال لأصحابه: ((إن هذا الحنفي لصاحب طين))، وفي رواية أخرى: ((ناولوه اليمامي))، هذه ولا شك كرامة، يسافر من بطن نجد فيساهم في بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أيها الناس فتشوا في أسباب هذه الكرامات وهذه العطايا، إنها أعمال السر ونقاء القلوب.

صار للمدينة اسم وصار للمسلمين مسجدٌ يجتمعون فيه، لكن هناك مشكلة لا بد من حلها، المهاجرون الذين تركوا ديارهم وأموالهم، وهم كبار في قومهم، ساداتٌ في مجتمعهم، لا يجدون مأوى يأوون إليه، ولا مسكن يسكنون فيه، ولا يليق بأمثالهم بأن يبقوا بلا سكن يليق بهم وبمكانتهم، فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهي مؤاخاة حقيقية تصل إلى التوارث فيما بينهم، كان الأنصار كرامًا، وكان المهاجرين كرامًا، فإنهم كانوا أهل سوقٍ وتجارةٍ، فكان أكثرهم يعملون في السوق، وعباراتهم الشهيرة: "دلوني على السوق"، ثم استطاعوا أن يبنوا دورًا لأنفسهم، بل صاروا من أغنياء المدينة وكبار تجارها.

هذه هي الصورة الحقيقية للأخوة الإيمانية، الإيمان هو الرابط الأول بين المؤمنين، وكما قال مصعب بن عمير لأخيه الأسير يوم بدر: "هو أخي دونك"، ولن يجد المسلم حلاوة الإيمان حتى يكون الإيمان هو سبب حبه وبغضه للناس، فيحب لله، ويبغض لله، ﴿ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ﴾ [البقرة: 221]، وإن من أسباب ضعف المسلمين اليوم هو ضعف الأخوة الإيمانية والتناحر فيها بينهم، نسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلًا، وأن ينقي قلوبنا من كل ضغينةٍ للمسلمين.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وإثم وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد روى ابن إسحاق عن عائشة أنها قالت: ((لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أصابت الحمى أبا بكر وبلالًا، واشتدت عليهما، فكانت تعودهما وتسألهما: يا أبه، كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟

وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول: كل امرئ مصبح في أهله، والموت أدنى من شراك نعله، وكان بلال إذا اشتدت عليه الحمى يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليل
وهل أردن يومًا مياه مجنةٍ
وهل يبدون لي شامة وطفيل


فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في مدها وصاعها، وانقل حماها إلى الجحفة)).

هذا فراق الأوطان وما يفعل بالإنسان، وقد قال خير الدين الزركلي بيتًا صار من عيون الشعر:
العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكنًا ألفت ولا سكنا
ريانة بالدمع أقلقها ألَّا
تحس كرى ولا وسنا


فارفقوا بالغرباء، وتلطفوا بهم، فهم بحاجةٍ إلى لطفٍ في التعامل، وتخفيفٍ من آلام الغربة، وشدة وطأتها، ولا تكونوا أنتم والظروف عليهم.

الهجرةُ كانت فاصلًا بين عهدين في السيرة النبوية: العهد المكي، والعهد المدني، وقبل أن ندخل في تفاصيل العهد المدني ونخوض في تفاصيله وأحداثه، لا بد قبل ذلك من وقفات نستخلص منها دروسًا وفوائد وتوجيهات، فلا تنسَوا فهي ثلاثة عشر عامًا من عصر النبوة، ثلاثة عشر عامًا بأيامها ولياليها، فإنها تزيد عن النصف من الحياة النبوية:
فأولًا: في هذه الفترة التي اتسمت بالسرية في بدايتها ثم صارت جهرًا بعد ذلك، والسرية والجهرية كانت بحسب حال كل فرد من أفراد المسلمين، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فكان يجهر بدعوته ونبوته، يقف بها على أندية المشركين ومجالسهم، ومثله كل من كان قويًّا على تحمل الأذى في ذلك؛ مثل: أبي بكر الصديق، وبلال بن رباح، وزيد بن حارثة، وعلى بن أبي طالب، وغيرهم.

أما من كان لا يستطيع إعلان إسلامه والجهر به، فكان الأفضل له أن يخفي إيمانه، ويقوم بأدوار توكل إليه في سره وكتمانه؛ ومن أمثلة ذلك: سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب شقيقة عمر، ولكم أن تتصوروا أن فاطمة هي ثاني امرأة أسلمت بعد خديجة بنت خويلد، ومع ذلك ظلت تكتم إيمانها ست سنوات عن أخيها عمر، هي وزوجها سعيد، ومع ذلك، فإن أبا بكر كان إذا فقد النبي صلى الله عليه وسلم بعث يسأل فاطمة بنت الخطاب عنه، فكأنها مستودع الأسرار.

ثانيًا: كانت الدعوة تطلب من الناس توحيد الله عز وجل، والتخلص من كل عقائد الوثنية، وصور الشرك بتعظيم الله عز وجل، والدعوة إلى التوحيد وصفائه ونقائه من كل مظاهر الشرك والوثنية، يجب أن يكون من أولويات الدعاة، والركيزة الأساسية لكل التوجهات، فمن كان قلبه معلقًا بغير الله، أو ببدعة تنافي التوحيد، فلن يكون نصيرًا لهذا الدين، فمن لم يستطع أن يتخلص من بدعته ووثنيته، أيًّا كانت هذه الوثنية، وللوثنية صور شتى، فإنه لن ينصر هذا الدين ما دام على وثنية وضلالة.

ثالثًا: كان في مكة جيلان اختلفا حول هذه الدعوة النبوية الجديدة، جيل الشيوخ يمثله أبو جهلٍ، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن المغيرة، وغيرهم، وجيل الشباب أمثال سعد بن أبي وقاص، ومصعب بن عمير، والزبير بن العوام وغيرهم، فأما الشيوخ، فقد رفض أكثرهم وركب رأسه وعاند واستكبر، كيف لفتى من فتيان قريش، وهم سادة قريش وكبارها أن يكون هو النبي دونهم؟ وكأن النبوة توهب للأقدم فالأقدم، أما الشباب، فلأنهم أحدث سنًّا، وأكثر تقبلًا للتغيرات الجديدة، وأكثر تفاعلًا معها، لخلوهم من كثير من عقد الشيوخ، فقد استجابوا بسرعة، وانضموا إلى ركب الدعوة، فالله الله في الشباب، ازرعوا فيهم بذر الخير، ووجهوهم إلى صالح الأعمال، فهم صلاح الأمة وعزها، وغيظ الأعداء، وعليهم تدور كل معارك الفكر والعقيدة.

رابعًا: ثلاثة عشر عامًا في مكة وعشر سنين في المدينة، وما كان في مكة كان أكثره انكسارات وصعوبات، وتسلط الظالمين على المؤمنين، وحتى في المدينة لم يخل الأمر من شيء من ذلك.

إذًا:
فمن ظن أن طريق الصلاح، وطريق الإسلام، والدعوة إليه، طريق هين لين سهل، لا يوجد فيه عقبات، ولا يقف أمامه أعداء يتربصون به، ويخططون الخطط، ويدبرون المؤامرات، والتضييق على أهله، فإنه واهم، ولا يعرف حقيقة هذا الدين، الذي جاء يكسر أديان الوثنية، ويزيل سلطة وقوة الذين يحاولون حجب نور الله، من أن يصل إلى أتباعهم، أو من يسعون في الوصول إلى حقيقة هذا الدين الصحيح، فإن سلكت طريق الدعوة، فكن على يقين من أن المعوقات كثيرة، وقد تمضي حياتك ولم تحقق من أهدافك إلا القليل، لا لسوء فيك، بقدر ما هو من تكالب واجتماع الأعداء عليك.

خامسًا: كان العهد المكي في غالبه يهتم كثيرًا بعبادات القلوب وصلاح النفوس: الإيمان بالله، والتصديق برسوله، وحب المؤمنين، وحب الخير لهم، والسلامة من الحقد والحسد والغل، وتقديم الأخوة الإيمانية، وأن يكون مدار الحياة على هذا الدين، وهذا أمر في ظاهره سهل، وفي باطنه صعب، فإن الناس إنما يتفاضلون بأعمال قلوبهم لا بأعمال أبدانهم، ((وإن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم وإنما ينظر إلى قلوبكم)).

سادسًا: في العهد المكي، كان تسلط الكافرين على المؤمنين واضحًا وبيِّنًا، وكان بإمكان المؤمنين أن يردوا هذا التسلط، وهذا العدوان، فما هم بأقلَ شجاعة، ولا بأقلَ أنفةٍ من هؤلاء الكافرين، خاصة وكلهم أبناء عمومة واحدة.

ولكن ما يمنع المؤمنين التزامهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفوا سلاحهم، ويصبروا على من أذاهم، فهل يعتقد عاقل أن رجالًا مثل طلحة وأبي عبيدة عاجزون عن مواجهة أمثال أمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة؟ ولكن مواجهة أمثال هؤلاء في مثل أوضاع مكة وظروفها، يجر على الإسلام ضررًا لا يستطيع غالبية المسلمين دفعه، ولغيابِ مثل هذا كم من حماس غير منضبط، وجرأة بغير حساب، جرت على المسلمين ويلات ومصائب، كانوا في غنًى عنها! يرتكب أحدهم فعلًا يظن أنه ينصر الإسلام والمسلمين، فإذا بفعله يجر على المسلمين من الشر أضعاف أضعاف ما كان يرجو من الخير.

ويجب ألَّا يغيب عن المسلمين ما يسمى بفقه الاستضعاف، حين يكون المسلمون ضعفاء لا يقدرون على مواجهة الكافرين.

سابعًا: إن الله سبحانه وتعالى قد كرم هؤلاء المؤمنين الذين سبقوا إلى الإيمان برسوله، وتصديقه في أصعب وقت، وحفظ لهم ذلك: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾ [التوبة: 100]، والنبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رجلًا مثل خالد بن الوليد حين تلاحى هو وعبدالرحمن بن عوف في أمر من الأمور: ((لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)).

هذا قول يوجه لخالد بن الوليد، فيجب على المسلمين أيضًا أن يحفظوا للسابقين في أعمال الخير حقهم، ويحفظوا لهم جهدهم، ويعذروهم إن وقع منهم خطأ أو قصور.

هذه بعض دروس مما يستفاد من هذه الفترة المكية، ويمكن استخراج غيرها كذلك عند النظر والاعتبار.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وأصلح أئمتنا وأئمة المسلمين، اللهم ارزقنا العافية والرضا، اللهم ارزقنا الإخلاص والقبول، وبارك لنا في أعمالنا وأبنائنا وأموالنا وكل أحوالنا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.












توقيع : حلا ليالي





[/QUOTE]

عرض البوم صور حلا ليالي   رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بوابات ملابس لحماية المحلات من السرقة همت جلال سعد الدين سوق مميــــز العـــام 0 10-30-2016 03:42 PM
تنسيق حدائق الكويت | طرق تنسيق الحدائق وتنسيقها تسويق نت سوق مميــــز العـــام 0 10-12-2016 04:53 PM


الساعة الآن 05:28 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط