مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الأدَبيةَ::: > •~ ليالي القصص ~•
الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-12-2021, 11:40 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
SAMAR
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ ليالي القصص ~•
افتراضي في مكانٍ ما .. في وقتٍ ما

في يومٍ ما ... في مكانٍ ما .. في وقتٍ ما

رجل فآحش الثراء ذو ملامح صارمة
ومشاعر باردة تماما
يرتدي سترة رمادية
وينظر من نافذة سيارته الى الشارع المقابل

تحديدا الى محل الخراز سليم
ذلك الجد ذو اللحية البيضاء والوجه الطيب البشوش ..

في كل مرة كان يمر جمال أعني رجل الأعمال الثري من هذا الطريق متوجهًا لشركته الأشهر في المدينة؛

طالما يلمَح أمرًا يتكرر كل مرة
لذلك قرر أن يتوقف اليوم وينظر جيدًا لما يجري هناك..!

أرخى زجاج النافذة وبقي يتساءل وهو ينظر :
ما سِر هذا المحل؟!
لماذا يبدو كمصدر سعادة عارمة لهؤلاء الناس إنهم يتجمهرون حوله كل يوم ..
ملابسهم رثة حالهم معدمة لكنهم يبتسمون جميعًا
تلك الإبتسامة الحقيقة التي أشعر معها بالحياة

ثمّ تمتم بصوت هاديء وعينان شاردتان :
"إنهم فعلا سعداء"

نظر لساعته وحرك سيارته ليدرك موعد أعماله

مر يوم ...
واسبوع ....
واسبوعان ....

شهر بأكمله لم يأتي جمال فقد كان في رحلة
عمل خارج البلاد ....

وفي نهاية هذا الشهر تحديدا كان يوم وصوله
وعودته من تلك الرحلة

في صباح اليوم التالي
استيقظ جمال كأنه يترقب شيئًا مهمًّا
شيء اشتاق إليه كثيرًا ..

بدا في ذلك الصباح عَجِلا في كل شيء
يشرب قهوته على عجل يرتدي بدلته على عجل
حتى اتصال العمل أنهاه على عجل

هو نفسه لايدري لماذا يتوق هذه المرة وبشدة للوقوف أمام ذلك المحل والتأمل قليلا في هؤلاء
البسطاء والشعور بابتسامتهم

خرج سريعا وركب سيارته الفارهة وتوجه الى ذلك الطريق وهو يبتسم .. جمال ذلك الوجه الصارم
أصبح لمجرد مروره من هناك يبتسم ولو سأله أحدهم
لماذا تبتسم ..؟
لقال : لا أدري ولكن هنا ويشير على قلبه
هنا شعور يدعو للراحة والتَبسُّم

لقد وصل أخيرًا ..

وللحظة ظن أنه أخطأ الطريق ..
تلاشت ابتسامته فلا اشخاص هناك ولا ابتسامات
ولا شيء من الذي عهده هنا قبل سفرِه

نظر جيدًا
إنّه يرى طفلا يبدو في العاشرة من عمره
يتحرك داخل المحل ولا أحد ءاخر

ودون تردد نزل جمال وتوجه للمحل
وقام بطرقات خفيفة على طاولة المحاسبة

- مرحبا هل من أحد هنا ..

أتى الطفل في خطوات متباطئة وقال مرحبا
ورغم وجهه الحزين إلا أنَّ عيناه مشدوهتان ..
واتضح فيها تماما تساؤله ماذا يفعل هذا الرجل هنا ..؟!
فجمال لا تكاد تخطئه عين بأنه رجل ذو ثراء ..


قال جمال : عفوا هل أتذكر جيدًا أم اخطأت..
كان يوجد هنا رجل عجوز ابيض اللحية، وبينما كان ينوي استكمال الشرح إذا بعيني الطفل تمتليء بالدموع

وبصوت منخفض وكسير سمعه يقول : مات جدي

إن مايشعر به جمال مؤلم لكن حياته المادية لم تعتد
أن تسمح له بالتعبير عن مشاعره لذلك رغم ألم قلبه مازال تعبير وجهه باردٌ وفاتر

صمت قليلا ثم قال للطفل : وأنت تُصلِحُ الأحذية هنا وحدك بعد الان..؟

هز الطفل رأسه بالإيجاب

جلس جمال أمام الطفل وربت على كتفه قائلا :
بني نحن أهل الثراء نعرف الحزن ولكننا لا نُظهِره
ربما نفتقر لتلك المشاعر البسيطة التي تمتلكونها أنتم ..

في كل يوم كنت أقف هناك وأشار إلى سيارته
لقد كنت انظر لجدك ..
وكل من حوله يبتسمون .. لا أدري يابني لا أذكر قط انني ابتسم مثلما تبتسمون
ربما لا أمتلك مثل هذا الشعور الذي تمتلكونه

ورغم عيني سمير الدامعة قال في حماسة وكأنه تذكر شعور جميل ..

أجل جدي كان يذكِّر الجميع كل يوم بأن الحياة هنا
وأشار لقلبه إذا ماكنّا أغنياءَ في أرواحنا فإننا
سعداء
وإذا ما كنّا فقراءَ في أرواحنا لن نشعر بالحياة

إنّه يردد دائمًا " السعادة الحقيقة لا تشترى بالمال "

لذلك كان يستمتع الجميع بالقدوم الى محله
يستمعون لكلامه ..... لقد كان الجميع سعداء
ثم تهدج صوته وبدأ ينتحب
ولكن ليس بعد الان .... لأنه مات

وقف جمال وقال بصوت حريص وحآني :
سمير أنا سأمر من هنا كل صباح سأنظر إليك وأنت تبذل جهدك لتكون كجدك ...
إن اعظم مايثبت به الانسان
محبته لمن يحب أن لا يسمح لسيرتهم بأن تموت

ثم نقرَ على انفه بخفة ولطف واستكمل :
ولكن كهدية صغيرة مني لمثابرتك سأمنحك كل ختام
شهر مبلغا من المال لتجدد به المحل ..
ويساعدك أيضًا على الاستمرار كما تمنيت أن يراك جدك
هل اتفقنا ومد يده مصافحا لسمير

امتدت يد سمير الصغيرة تصافحه وعيناه دامعتان
وشفتاه تبتسم




بعد (6) سنوات ....

تنبه جمال على صراخ احدهم لايقاف سيارته في منتصف الطريق
حرك سيارته وركنها الى جانب الرصيف نزل واتكأ بظهره الى السيارة وظل واقفا ينظر ويبتسم بعمق

أجل إنه ينظر لمحل الخراز سمير ذو الستة عشر
عاما وهؤلاء الناس مكتظين حوله
يشعر المرء حينها أنه ينظر إلى جنة لشدة شعور الحياة التي تعكسها ابتسامات الجميع وسعادتهم هناك

أخذ يحدث نفسه وهو ينظر :
ست سنوات ياسمير أحييتَ
فيها مابدأ به جدُّك .. كان الأمر يستحق
أجل يستحق ..
ثم ضحك ضحكة مسموعة وردد لدي شركة منذ ستين عام لم أشعر أني أنجزت في حياتي سوى الان

ركب سيارته ..
أخذ ورقة صغيرة دون فيها تاريخ هذا اليوم .. ثم كتب "هذا اليوم من أيام حياتي لن يُنسى كان يوما فارقا بحق " ...



انتهى ..












عرض البوم صور SAMAR   رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط