مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: ليالي الّعمر آلمنوعة ::: > •~ الحيوآنات والطيور والنباتات ~•
الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-09-2021, 11:10 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
حلا ليالي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية حلا ليالي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4954
المشاركات: 94,360 [+]
بمعدل : 70.84 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
حلا ليالي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ الحيوآنات والطيور والنباتات ~•
جذع مبتور يغيِّر نظرتك إلى الأشجار



العجيب أن فوليبن لم يكن يأبَهُ بالأشجار في بداية حياته المهنية، فبحكم عمله في الغابات كانت مهمته هي تعظيم كمية الأخشاب التي تنتجها الغابة لاستخدامها في الصناعة، ويقول ساخرًا إن كل ما كان يعرفه عن حياة الأشجار هو «نفس مقدار ما يعرفه الجزار عن الحياة العاطفية للحيوانات»، فقد كان عمله هو تحويل ذلك الكائن الحي إلى سلعة، وكان ذلك التفكير ذو الطابع التجاري لعمله يشوِّه نظرته إلى الأشجار.

لكن منذ نحو عشرين عامًا تَغيَّر كل شيء، حينما بدأ يرتِّب للسياح الذين يفدون إلى الغابة تدريبات للبقاء على قيد الحياة، ويجهز لهم أكواخًا من جذوع الأشجار، فأجَّجَت نظراتهم المفتونة بالسحر الذي يرونه حُبَّه القديم للطبيعة. وفي نفس الوقت تقريبًا بدأ العلماء أبحاثهم في غابته، وتلونت الأيام بالدهشة وحماسة الكشوف الجديدة، فلم يعُد يرى الأشجار مصدرًا للرزق، بل كائنات ثمينة وعجيبة.

يقول فوليبن في كتابه: «حياتي مشجِّرًا صارت مثيرة مجددًا، فكل يوم أُمضيه في الغابة فيه كشف جديد، وقادني ذلك إلى استحداث أساليب مختلفة في إدارة أحوال الغابة، فحينما تعرف أن الأشجار تشعر بالألم ولديها مخزونها من الذكريات، كما أن الآباء من الأشجار يعيشون مع أبنائهم، لا يعود في الإمكان أن تقطع الأشجار أو تُفسِد حياتها بالمعدات الثقيلة».

تضيف كاتبة المقال ماريا بوبوفا أن هذا التحول في رؤية فوليبن للأشجار جاء في صورة ومضات فتحت عينيه على الحقيقة، وجاءت إحدى أهم تلك اللحظات الفارقة حين كان يتنزَّه وسط محمية طبيعية لأشجار الزان في غابته، ومرَّ بمجموعة من الصخور المكسوة بالطحالب كان قد رآها كثيرًا من قبل، وحينما انحنى ليفحصها اكتشف أمرًا مدهشًا.

يقول المشجِّر الألماني: «كان شكل الصخور غريبًا، فقد كانت ذات انحناءات ناعمة وبها فراغات، وعندما أزلت الطحالب التي تكسو إحداها بعناية لم أجد صخورًا، بل أخشابا عتيقة، وتعجبت من صلابتها لأن خشب الزان الذي يرقد على أرض رطبة يتحلل في غضون سنوات قليلة، ولكن أكثر ما أدهشني هو أنني لم أستطع أن أرفع الخشب، فقد كان مثبتًا في الأرض على نحو ما».

أخرج فوليبن سكينه وفرك بعضًا من طبقات اللحاء بعناية حتى وصل إلى طبقة مخضرَّة. لون أخضر؟ ما كان يعلمه أن اللون الأخضر موجود فقط في الكلوروفيل، فهو الذي يجعل الأوراق الجديدة خضراء، كما أن الأشجار الحية تختزن الكلوروفيل في جذوعها، فهذا لا يعني سوى شيء واحد، أن هذه القطعة من الخشب لا تزال على قيد الحياة».

لاحظ الرجل أن ما ظنه صخورًا يكوِّن شكلًا واضحًا؛ دائرة قطرها نحو متر ونصف: «كان ما وجدته بمحض الصدفة بقايا جذع مبتور خشن لشجرة ضخمة عتيقة، كل ما تبقى منه هو بقايا الحد الخارجي في حين تحلل الداخل منذ زمن، وهو إشارة واضحة إلى أن تلك الشجرة قد قُطعت منذ أربعمئة أو خمسمئة سنة على الأقل».

يتساءل فوليبن: «كيف لشجرة قُطعت منذ قرون أن تكون على قيد الحياة؟ فمِن دون الأوراق لا تستطيع الأشجار تنفيذ عملية التمثيل الضوئي، التي بها توظف ضوء الشمس في إنتاج الغذاء، ومن الواضح أن تلك الشجرة تتغذى بطريقة أخرى منذ مئات السنين».

لقد كشف العلماء أن الأشجار المتجاورة يساعد بعضها بعضًا من خلال جذورها، سواءً مباشَرةً بتشابك الجذور، أو بشكل غير مباشر عن طريق شبكات فِطرية تنمو حول الجذور وتؤدِّي دور نظام عصبي ممتد يربط أشجارًا منفصلة.

بل إن هذه التبادلية أكثر تعقيدًا من ذلك، لأن الأشجار تميِّز جذورها من تلك التي تنتمي إلى أنواع أخرى من الأشجار، بل حتى من تلك التي تنتمي إلى أقاربها، ومِن ثَمَّ فتلك الشجرة ليست الوحيدة التي تعتمد على غيرها للبقاء.












توقيع : حلا ليالي





[/QUOTE]

عرض البوم صور حلا ليالي   رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 PM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط