مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الأدَبيةَ::: > •~ ليالي القصص ~•
الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-01-2021, 08:08 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اروى
اللقب:
مميز ذهبي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية اروى

البيانات
التسجيل: May 2021
العضوية: 5077
المشاركات: 1,776 [+]
بمعدل : 1.39 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
اروى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ ليالي القصص ~•
افتراضي للخير طعم اخر


تحلق أفراد الأسرة حول أعواد الحطب المشتعلة وهم يرقبون مشهد الشرارات المتطايرة والأدخنة المنبعثة من موقد قديم في ذلك المساء البارد ، مساءات كانون لها طعم خاص وطقوس أثيرة على نفوس أبناء تلك المدينة الوادعة التي تغفو على ضفاف نهر العاصي.
سكون مطبق يخنق الروح ، لم يكسر وتيرته سوى زفرات الأم وهي تتنهد بحرقة وتغالب دموعها التي تزاحمت في مقلتيها وبدأت تنساب بغزارة مثل نبع حزين على وجنتيها التي علاها الشحوب ، وبدأ الهم يظهر جلياً على محياها برغم شبابها !
حاولت جاهدة أن تبدو قوية أمام أطفالها الأربعة فبعيد مقتل توأم روحها ورفيق دربها والمعيل الوحيد للأسرة أضحت الحياة تسير بتثاقل وإيقاع بطئ يغلب عليها الترقب والقلق من مصير مجهول .

هدأت أصوات الانفجارات على غير عادتها وإن كان يسمع من بعيد أصوات طلقات متقطعة بين الفينة والأخرى ، حتى كفاح لم تعد تستهويه ألعاب أقرانه من أولاد الحي ، فجأة أحس بثقل المسؤولية وضغوط الحياة وشظف العيش فقد كست ملامحه علامات الصرامة والجدية.

بدأت السماء ترعد مزمجرة وتعزف سمفونية حزينة من خلال قطرات المطر وهي ترتطم تباعاً بسطح المنزل القديم ، شعر بالبرودة تتسلل إلى كامل جسده النحيل فلم يجد سوى معطف والده القديم ليرد عنه البرد ، والذي أصبح رفيقه المفضل .في ذلك الصباح الذي لن يمحى من ذاكرة أهالي المدينة ،
نهض كفاح مبكراً كعادته وهرع مسرعاً نحو أخيه الأصغر لتبدأ رحلة المعاناة ومشوار الحصول على لقمة العيش رغم تواجد القناصة ، وذلك بالوقوف أمام الفرن في طوابير قد تمتد بعيداً.

تجمع أبناء الحي للحصول على ربطة خبز تسد جوعهم ، وفي تلك الأثناء تناهى إلى سمعهم صوت طائرة وهي تحوم فوق المكان ، فجأة سمع دوي انفجار هائل يصم الأذان ، هز المدينة بأكملها وتصاعدت أعمدة الدخان لتصل إلى عنان السماء ، انبعثت رائحة الدخان وشواء اَدمي.
لوحة رهيبة ، الأشلاء المقطعة تنتشر في كل مكان وتغطي مساحة شاسعة ، الدماء تغطي أرضية الشارع والرصيف ، حاول كفاح أن يستوعب ماحدث فالمشهد يفوق الوصف ويتجاوز الخيال . لم يقو على الحركة ، استدار برأسه وهو يسمو فوق جراحه في محاولة للبحث عن أخيه الصغير وهومازال ممسكاً بربطة الخبز .
هاله مارأى !!! على مقربة منه كان يرقد أخوه الأصغر والدماء تغطي وجهه الصغير ولم يبق منه سوى الجزء العلوي من جسده . في ذلك اليوم الدامي تناقل أبناء المدينة خبر ذلك الطفل الذي لم تفارق الابتسامة روحه البريئة وهو ممسكاً برغيف خبز أحمر!












توقيع : اروى

عرض البوم صور اروى   رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط