أنواع الأساليب الإنشائيّة

[حلا ليالي]

الأساليب الإنشائيّة
تُقسّم الأساليب الإنشائيّة إلى طلبيّة وغير طلبيّة، وفيما يلي تفصيل لها:

الإنشاء الطّلَبيّ
يُعرَّف الإنشاء الطّلبيّ بأنّه الإنشاء الذي يتناول أمراً لم يحصل في وقت معيّن، كما عرّفه أهل البلاغة بأنّه: "ما يستدعي مطلوب غير حاصل في وقت ما"، فعِند قول: (ادرس امتحانك) هذا يعني أنّ دِراسة غير حاصلة عندما طلب المُتكلِّم هذا الطّلب من المُخاطب، كذلك يُقسّم الأسلوب الإنشائيّ الطَّلبيّ إلى خمسة أساليب (الأمر، والنّهي، والاستفهام، والتّمني، والنّداء)، وفيما يلي تفصيل ذلك:

1) الأمر:
يُعرّف أسلوب الأمر في كتاب (علم المعاني) لصاحبه عبد العزيز عتيق بأنّه طلب يصدر على هيئة إلزام واستعلاء من قِبل المُخاطب، وللأمر أربعة صيغ، بالإضافة إلى امتلاكه معانٍ بلاغيّة عديدة، وفيما يلي بيان لها:

* صيغ الأمر:
- فعل الأمر: مِثل الفعل (خُذِ) في قوله تعالى: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ).
- المضارع المجزوم بلام الأمر: مِثل الفعل (لِيُنْفِقْ) في قوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ).
- اسم فعل الأمر: هو لفظ يحمل معنى الأمر، ولكنّه لا يحمل في ظاهره علامات الفِعل الأمر، ومنها: (صه، مه، هيا)، ومِثال ذلك اسم الأمر (عليكم) بمعنى (الزموا) في قوله تعالى: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)، أي الزموا أنفسكم.
- المصدر النّائب على فعل الأمر: هو المصدر الذي يحمل معنى الأمر وعمله، مِثل كلمة (إِحْسَانًا) في قوله تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).

* الأغراض البلاغيّة للأمر:
الأغراض المُرادة من الأمر كثيرة، ومنها:

- الدُّعاء: مِثل قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي).
- التّحقیر: مِثل قوله تعالى: (كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا).[
- التّحذیر: مِثل قوله تعالى: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
- النّصح: مِثل قوله تعالى: (إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ).
- السّخریة: مِثل قوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ).
- الالتماس: مِثل: (اجعل هذا المبلغ أمانة عندك). التّمني: مِثل بيت امرئ القيس الذي قال فيه: (ألا أيّها الّليل الطّويل ألا انجلي).
- التّسویة: مِثل قوله تعالى: (فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا).[٢٨] التّعجیز: مِثل قوله تعالى: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ).

2) النّهي:
عُرِّف النّهي في كتاب (مفتاح العلوم) للسّكاكيّ أنّه الأسلوب الذي لا يخلو من الحرف الجازم (لا) النّهاية، وهي الصُّورة الوحيدة لأسلوب النّهي،وفيما يلي بعض الأغراض البلاغيّة له:

* الدُّعاء: مِثل قوله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا).
- الالتماس: مِثل قوله تعالى: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي).
- التّمني: مِثل: (يا ليلة الأُنس لا تنقضي). السّخریة: مِثل: (لا تطلب المجد فهو صعب عليك).
- التّهدید: مِثل قول السّيد لخادمه: (لا تطعْ أمري).
- النّصح والإرشاد: مِثل قوله تعالى: (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
- التّحقیر: مِثل قول المُتنبّي: (لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ).
- التّيئيس: مِثل قوله تعالى: (لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ).

3) الاستفهام:
يتمثّل أسلوب الاستفهام بالطّلب من المُخاطب الفهم، والعِلم بشيء ما يجهله المُتكلِّم، كما أنّ هُناك أداوت عديدة للاستفهام، وتُقسّم إلى قسمين الأول هو أحرف الاستفهام وهي:
- (الهمزة، هل)، والقسم الثّاني هو أسماء الاستفهام وهي: (من، ماذا، ما، متى، أيّان، كيف، أين، أنّى، كم، أيّ)، وفيما يلي مجموعة من الأغراض التي يُستخدم الاستفهام لها:

- النّفي: مِثل قوله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون).
- الأمر: مِثل قوله تعالى: (فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).
- التّقریر: مِثل قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ).
- التّعجب: مِثل قوله تعالى: (مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ).
- السّخریة: مِثل قوله تعالى: (أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا).
- الإنكار: مِثل قوله تعالى: (أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ).
- التّشویق: مِثل قوله تعالى: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).

4) التمني:
هو الأسلوب المُتضمّن لطلب شيء محبوب لنفس المُتكلِّم، ولكن دون توقّع حدوثه، كما أنّ صيغة التمني تَرِد باستخدام أدوات التمني، وهي: (ليت، هل، لو، لعلّ)، وفيما يلي بيان لبعض الأغراض البلاغيّة لأسلوب التّمنّي:

- التّمنّي للشيّ مُستحيلِ حدوث: يُستخدم لهذا الغرض أداة (ليت)، مِثل: (ليت الزّمان يعود يوماً).
- التّمنّي للشّيء قريبِ حدوث: يُستخدم لهذا الغرض أداتيّ (هل، لعلّ)، مِثل: (لعلّ العُطلة تنتهي).
- التّمنّي للشّيء نادرِ الحدوث: يُستخدم لهذا الغرض أداة (لو)، مِثل: (لو كان لي مِثل مُلْكِ قارون).

5) النّداء:
هو أسلوب إنشاء يُريد به المُتكِّلم تنبيه المُخاطب على أمر مُعيّن من خلال استخادمه أحد أداوت النّداء، وهي: (يا، أيا، أ، أي)، وفيما يلي بيان لبعض الأغراض البلاغيّة لأسلوب النّداء:

- الاختصاص: مِثل قوله تعالى: (رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
- الاستغاثة: مِثل: (يا الله لأهل اللإسلام).
- التّعجب: مِثل: (يا لك من رجل قويّ!).
- التّحسر: مِثل قوله تعالى: (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا).
- النّدبة: ويُستعمل لها أداة النّداء (وا)، مِثل بيت المُتنبّي: (وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ).