غيرة عائشة من حفصة رضي الله عنهما

غيرة عائشة من حفصة رضي الله عنهما
******
في شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة انتقلت حفصة بنت عمر بن الخطاب
من بيت أبيها إلي بيت زوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت بالبيت
زوجتان سبقتاها لهذا الشرف وهما : سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر
وعاشت معهما حفصة في وئام وإن كانت عائشة قد شعرت بآلام الغيرة من
حفصة التي كانت تضاهيها شبابا وجمالا وورعا وعزة ونسبا
وعندما وفدت علي البيت زوجات اخريات تناست عائشة غيرتها من حفصة
فاخذت تتودد إليها متخذة من تقاربهما في الأبوة سبيلا إلي هذا التودد
واستجابت حفصة لمودة عائشة واتخذت كل منهما من الأخري الصديقة
التي تأنس لصحبتها وتفضي إليها بمكنون سرها
وعندما قدمت مارية المصرية إلي بيت النبوة لم تأبه الضرتان الصديقتان لها
خصوصا في أول الأمر إذا كانت مجرد أمة قبطية اجنبية وكان بيتها دون
بيوت أمهات المؤمنين جميعا ولكن ما كادت مارية تحمل من رسول الله
حتي هاجت غيرتها وغيرة كل أمهات المؤمنين المحرومات من الأنجاب
وذات يوم
جاءت مارية تلتمس لقاء رسول الله في ش؟أن لها فاختلي بها ببيت حفصة
التي كانت في زيارة لوالدها ولما عادت وعلمت ان مارية في حجرتها
مع زوجها بقيت تنتظر وهي في أشد حالات الغيظ والألم
وعندما انصرفت مارية دخلت حفصة علي رسول الله ملتاعة باكية وقالت :
لقد رأيت من كانت عندك .. والله لقد سببتني وما كانت لتصنعها لولا
هواني عليك .. ولم تهدأ حفصة حتي حرم الرسول مارية علي نفسه
واوصي حفصة بكتمان هذا السر ولكن حفصة لم تستطع كتمانة وأفضت
به إلي عائشة التي سرعان ما اشتعلت ثورتها واخذت في استثارة
ضرائرها ضد زوجهن الرسول حتي وصل لجاجهن إلي حد الشطط
مما جعل رسول الله ولفرط ضيقه يعتزلهن جميعا منصرفا عنهن
*******