مرحبا عزيري الزائر قم بالتسجيل الأن ..
إذا كان لديك بالفعل حساب لدينا قم بتسجيل الدخول الأن ..


حفظ البيانات .. ؟

هل نسيت كلمة السر .. ؟
العودة   مميز > ::: منتديات مميز الّإسْلاَميِة ::: > •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-22-2021, 05:31 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أبو محـمد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية أبو محـمد

البيانات
التسجيل: Feb 2020
العضوية: 4800
المشاركات: 28,682 [+]
بمعدل : 16.42 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
أبو محـمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي قواعد في تدبر القرآن الكريم وضوابط الفهم فيه

القرآن العظيم هو الروح والرحمة لهذه الأمة الإسلامية ، وهو المنَّة الكبرى ، التي امتن بها على عباده ، والنعمة العظمى في الدنيا ، المتصلة بخير الآخرة ، لا تفنى عجائبُه ، ولا تعد ولا تُحصَى معانِيهِ وفوائدُه ، فهو كلامُ اللهِ اللطيف الخبيرِ ، العليم الحكيم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيلٌ من حكيم حميد . ولهذا حثنا اللهُ سبحانَهُ على قراءته وسماعه ، وفهم قواعد تدبر القرآن الكريم ، ففي قراءة القرآن وفهمه وتدبُّرِه ، والعملِ بِهِ ، هدايةٌ وصلاحٌ ، وسعادة ونجاة ، وشفاءٌ للفردِ وللمجتمع والأمة جميعا ، من جميع أمراضهم الحسية والمعنوية ، وتلبيةٌ لحاجاتِهِم الدنيوية والأخروية ، قال تعالى : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً } الإسراء : 82. والله عزَّ وجل هو الذي خَلق عباده ، وهو أعلم بما يصلحهم وينفعهم ، وما يفسدهم ويضرهم ، قال تعالى : { ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } الملك : 14. أي : كيف لا يعلم أحوالهم ؟! وهو اللطيف بهم ، الخبير بأحوالهم وأعمالهم ، والإنسان هو الإنسان ، حيثما كان . وقال الله تعالى : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } الإسراء : 9 ــ 10. فقوله تعالى ذكره : ” إنَّ هذا القرآن الذي أنـزلناه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، يرشد ويسدّد من اهتدى به { لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } يقول : للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل ، وذلك دين الله الذي بعث به أنبياءه وهو الإسلام ، فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى قصد السبيل ، التي ضل عنها سائر أهل الملل المكذبين به ". ( الطبري ) . وعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم : ” إنّ اللهَ تعالى يَرفعُ بهذا الكتاب أقْواماً ، ويَضعُ به آخرين” . رواه مسلم . وقد جعل الله تعالى القرآن الكريم ، معجزة دائمة للرسول صلى الله عليه وسلم : وحجةً لأمته ، على مدى الأيام ، فقال تعالى : { وإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } البقرة : 23-24. وقد تكفَّل الله تعالى بحفظ كتابه العظيم : كما قال سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر : 9. فلا يستطيع جبَّارٌ أو مُلحد أن يبدِّله ، أو يزيد فيه أو ينقص منه ؛ وكما جاء في الحديث : ” وأنزلتُ عليك كتابًا ، لا يغسله الماء ” . رواه مسلم . ومن فضل الله العظيم علينا : أنَّ القرآن الكريم ، كلام الله تعالى الذي أنزله على خاتم رسله ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، قد أنزله الله بلغةِ العرب ، لسانِ النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقومه ، فكان تشريفاً لجميع العرب ؛ كما قال تعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } الزخرف : 44 . وحُجة عليهم ، لأنه بلسانهم الذي يتكلمون به ، ويفهمونه ، ويسهل عليهم تدبره . ومن الأسباب الداعية إلى تدبر القرآن : أمْرُ الله تعالى لنا بذلك ؛ بأنْ نقفَ مع آياته الكريمة ، وأنْ نفهمها ونتدبرها ، وأنه ما أنزل القرآن الكريم إلاّ من أجْل أن يُتأمل ويتدبر ، ليعمل به ويمتثل ، كما قال سبحانه وتعالى مُقرّراً أنه قد أنزله مباركًا ليدبروا آياته ، وليتذكر أولو العقول : { كتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ } ص : 29 . فهذه ” اللام ” في { ليَدّبّروا} و { ليتذكر} لام الغاية والحِكمة ، فمن لم يأخذ حظَّه مَن تدبر القرآن العظيم ، لم يأخذ حظّه من بركته وهدايته ، فعلى قدر سعيك في الفهم والتَّدبُّر والتأمل ، يكون حظك من بركة هذا الكتاب العظيم ، وعلمه وفضله ، وهدايته ونوره . وقد وَصَف اللهُ جل جلاله القرآن الكريم في مواضع بالبركة ، فقال : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } الأنعام :92 . وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أنَّ هذا القرآن مبارك ، أكّده في مواضع متعددة من كتابه ، فقال تعالى : { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } الأنبياء :50 . أي : هذا القرآن العظيم ذكر مبارك ، أي : كثير البركات والخيرات ؛ لأنَّ فيه خير الدنيا والآخرة ، ثم وبَّخ من ينكرونه بقوله : {أفأنتم له منكرون } أفأنتم أيها القوم لهذا الكتاب الذي أنزلناه إلى محمد منكرون ، وتقولون هو { أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون } . وكقوله تعالى : { وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتبعوه واتقوا لعلكم تُرحمون } الأنعام : 155. وقوله فيها أيضا قبله : { وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ مُصدّق الذي بين يديه } الأنعام : 92. والبركة : هي النَّماء والزيادة ، والثبات والدّوام ، فقرّر بهذه الكلمة نَعْتينِ عظيمين للكتاب العزيز : 1- وفْرة عطائه وكثرته . 2– دوام نفعه وتجدّده واستمراره . قال سبحانه : { قلْ لو كانَ البحرُ مداداً لكلماتِ ربي لنفدَ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً } الكهف : 109 . فنرجو الله تعالى السميع القريب المُجيب ، أنْ تغمرنا بركات هذا الكتاب العظيم المبارك ، بتوفيقٍ منه تعالى لنا لتدبر آياته ، والعمل بما فيها من الحلال والحرام ، والأوامر والنواهي ، والمكارم والآداب ، امتثالاً واجتناباً ، إنه سميع الدعاء . ولذا فقد حثّ الله سبحانه على تدبّر كتابه : لاستخراج ما فيه من خيرٍ متجدّد ، لا يزول ولا يَحول ، ولا يَغِيض ولا ينقص ، فهو لا يَصْلُحُ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ ، وعصرٍ ومصرٍ فحسـب ، بل هـو يُصلِح كلّ زمان ومكان ، وفرد ومجتمع ، ويقوّمه ويقيمه على سواء الصراط ، كما قال عز وجل : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيرا } الإسراء : 9 . وقد يسر الله حفظ وتدبّر وتلاوة كتابه للناس : قال تعالى : { ولقد يسَّرنا القُرآنَ للذّكرِ فهلْ من مُدَّكر } القمر : 22. قال السُّدي : يَسَّرنا تلاوته على الألسن . وقال الضحاك عن ابن عباس : لولا أنَّ الله يسّره على لسان الآدميين ، ما اسْتطاع أحدٌ من الخَلق أنْ يتكلم بكلام الله عز وجل . فالله تعالى سهَّله لهم في الحِفظ والقراءة ، فيمكنهم حفظه بسهولةٍ ويسر ، ولم يكن شيءٌ من كتب الله تعالى يحفظ عن ظهر القلب ، غير القرآن . وأيضا سهّله لهم للاتعاظ والتذكّر به ، حيث أتى فيه بكل حكمةٍ وموعظة وعلم ورشاد . وجعله بحيث يعلق بالقلوب ويستلذ بسماعه ، ولا يسأم من سمعه وفهمه ، ولا يقول : قد سمعته فلا أسمعه ، بل كل ساعة يزداد منه لذة وعلما . وقوله تعالى : { فهل من مدّكر } أي : هل من متذكرٍ بهذا القرآن ، الذي قد يسّر اللهُ حفظه ومعناه ؟ فسهل الله لنا لفظه ، ويسر معناه ، لمن أراده ، ليتذكر الناس ، كما قال في الآية الأخرى : { كتابٌ أنْزلناه إليك مباركٌ ليدَّبروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب } ص : 29 . وقال تعالى { فإنما يسَّرناه بلسانكَ لتُبشِّر به المُتقين وتُنذر به قَوماً لُدا } مريم : 97. يعني بيّناه بلسانك العربي ، وجعلناه سَهْلاً على مَن تدبّره وتأمّله . وقيل : أنزلناه عليك بلسان العرب ، ليسهل عليهم فهمه ، ولتبشِّر به المتقين ، وتنذر به قوما لداً ، واللّد جمع الألد ، وهو شديدُ الخُصومة ، ومنه قوله تعالى : { ألد الخِصام } البقرة : 204. * وقد شدَّد الله تعالى النَّكير على المُعرضين عن تدبر كتابه الكريم ، والتفكّر في آياته المباركة ، فقال سبحانه : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا } النساء : 82 . قال الحافظ ابن كثير : ” يقول تعالى آمراً لهم بتدبر القرآن ، ناهياً لهم عن الإعراض عنه ، وعن تفهم معانيه المُحْكمة ، وألفاظه البليغة ، ومخبراً لهم أنه لا اختلاف فيه ، ولا اضطراب ولا تعارض ، لأنه تنزيل من حكيم حميد ، فهو حقٌ من حق ، ولهذا قال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالها } ، ثم قال : { ولو كان مِنْ عند غير اللّه } أي : لو كان مُفتعلاً مخْتلقاً ، كما يقوله مَن يقول من جهلة المشركين ، والمنافقين في بواطنهم ، لوجدوا فيه اختلافاً ، أي : اضطراباً وتضاداً كثيراً ، وهذا سالمٌ من الاختلاف ، فهو من عند اللّه ” . انتهى . وقال عزّ من قائل : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد : 24. قال الطبري : ” يقول تعالى ذكره : أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله ، التي يَعظهم بها في آي القرآن ، الذي أنزله على نبيه عليه الصلاة والسلام ، ويتفكَّرون في حُججه التي بيّنها لهم في تنزيله ، فيعلموا بها خطأَ ما هم عليه مقيمون { أم على قلوبٍ أقفالها } يقول : أم أقفلَ الله على قلوبهم ؟ فلا يعقلون ما أنزلَ اللهُ في كتابه من المواعظ والعبر ؟ ” انتهى . وقال عز وجل : { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ * أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ } المؤمنون : 66- 68 . يقول تعالى ذكره : أفلم يتدبر هؤلاء المشركون تنزيل الله وكلامه ، فيعلموا ما فيه من العِبر ، ويعرفوا حُجج الله التي احتجّ بها عليهم فيه؟ { أمْ جاءهم ما لم يأت آباءَهم الأَولين } أم جاءهم ما لم يأتِ من قبلهم من أسلافهم ، فاسْتكبروا عن ذلك وأعرضوا ، فقد جاءت الرسل من قبلهم ، وأنزلت معهم الكتب . فالتفكر والتدبر والوقوف مع الآيات وتأملها ، أمرٌ دعتْ إليه نصوص متظاهرة ، ولأجله أنزل القرآن العظيم ، ونهتْ عن الإعراض عنه ، والانصراف لغيره . قال الحسن رحمه الله : ” نزلَ القرآن ليتدبر ، ويعمل به ” . وقال الإمام ابن القيم في المدارج : ” فليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب إلى نجاته : من تدبّر القرآن ، وإطالة التأمل ، وجمع الفكر على معاني آياته ، فإنها تُطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما ، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ، ومآل أهلهما ، وتضع في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة ، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه ، وتشيد بنيانه ، وتوطّد أركانه، وتريه صورة الدنيا والآخرة ، والجنة والنار في قلبه ، وتحضره بين الأمم ، وتريه أيام الله فيهم ، وتبصره مواقع العبر، وتشهده عدل الله وفضله ، وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه وما يبغضه ، وصراطه الموصل إليه ، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه ، وقواطع الطريق وآفاتها . وتعرّفه النفسَ وصفاتها ، ومُفسدات الأعمال ومُصحّحاتها ، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار ، وأعمالهم وأحوالهم وسِيماهم ، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة ، وأقسام الخَلْق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه ، وافتراقهم فيما يفترقون فيه . وبالجملة : تُعرّفه الرب المدعو إليه ، وطريق الوصول إليه ، وما له من الكرامة إذا قدم عليه . وتُعرّفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى : ما يدعو إليه الشيطان ، والطريق الموصلة إليه ، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب ، بعد الوصول إليه ". انتهـى . وقال رحمه الله أيضا في كتابه : مفتاح دار السعادة (1/187) : فتبارك الذي جعل كلامه حياةً للقلوب ، وشفاءً لما في الصدور . وبالجملة : فلا شيءَ أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر ؛ فإنه جامعٌ لجميع منازل السائرين ، وأحوال العاملين ، ومقامات العارفين ، وهو الذي يورث المحبة والشوق ، والخوف والرجاء ، والانابة والتوكل ، والرضا والتفويض ، والشكر والصبر ، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله . وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة ، والتي بها فساد القلب وهلاكه . فلو عَلِم الناسُ ما في قراءة القرآن بالتدبر ؛ لاشتغلوا بها عن كلّ ما سواها ، فإذا قرأه بتفكرٍ حتى مرّ بآيةٍ وهو محتاجٌ إليها في شفاء قلبه ، كررها ولو مائة مرة ولو ليلة . فقراءة آيةٍ بتفكرٍ وتفهم ؛ خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم ، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان ، وذوق حلاوة القرآن . وهذه كانت عادة السلف ؛ يردّد أحدهم الآية إلى الصباح . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية يرددها حتى الصباح ، وهي قوله { إنْ تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم } المائدة : 118. فقراءة القرآن بالتفكر ؛ هي أصل صلاح القلب ، ولهذا قال ابن مسعود : لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشِّعْر ، ولا تنثروه نثر الدَّقل ، وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، لا يكن همُّ أحدكم آخر السورة . وروى أبو أيوب عن أبي جمرة قال : قلت لابن عباس : إني سريع القراءة ؛ إني اقرأ القرآن في ثلاث . قال : لأنْ اقرأ سورةً من القرآن في ليلة ، فأتدبَّرها وأرتلها ؛ أحب إليَّ ؛ من أنْ اقرأ القرآن كما تقرأ . والتفكر في القرآن نوعان : تفكرٌ فيه ليقع على مراد الرب تعالى منه . وتفكر في معاني ما دعا عباده إلى التفكّر فيه . فالأول : تفكرٌ في الدليل القرآني . والثاني : تفكرٌ في الدليل العياني . الأول : ففكرٌ في آياته المسموعة . والثاني : تفكّر في آياته المشهودة . ولهذا أنزل الله القرآن ليتدبّر ويتفكر فيه ، ويعمل به ، لا لمجرد تلاوته ، مع الإعراض عنه ؟! قال الحسن البصري : أُنزل القرآن ليُعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملاً












توقيع : أبو محـمد



[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3766[/img3]
الحمد لله فاطر السماوات والأرض
جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة
مثنى وثلاث ورباع
يزيد في الخلق ما يشاء
إن الله على كل شيء قدير

عرض البوم صور أبو محـمد   رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيسعى الصفاء لتعزيز موقعه اخبار مميز سوق مميــــز العـــام 0 04-06-2016 01:31 PM
للبيع برادة سور مع كاريير صفقات ناجحة سوق مميــــز العـــام 0 03-31-2016 11:40 AM
للبيع برادة باكتون مع كاريير صفقات ناجحة سوق مميــــز العـــام 0 03-31-2016 11:28 AM


الساعة الآن 01:30 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat
الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط