المرور المفخّخ

[عيسى العنزي]

[ ترك الأثر هو المُهمّـة الأصعب في الحياه ]

كنت ولا زلت أحلم بأن أكون شخصاً طيفيّ الأثر .،
أريد أن أكون مثل الطيف في حياة الآخرين ..
شيء خفيف يمرّ بسهوله .، دون أن يترك أثراً بالغاً .، أو قاسياً .،
أو حتى جميلاً مبالغاً فيه ..
أتمنّى لو استطعت أن أقوم بدور العصفور الذي يعبر الفضاءات
إعلاناً دون أن يترك أثراً فيها .. ياله من محظوظ .~

.
.

أخاف من العبور المفخّخ .، وأحذره قدر استطاعتي ..
هناك من يعبر حياتنا عبوراً مفخّخاً .، لاندري ساعة انفجاره ..
يعبرنا | ويترك أثراً في حياتنا لا يمكن لأحدٍ أن يمحوه ..
هؤلاء يرعبونني .!

.
.

يا تُرى ما الأثر الذي نتركه حينما نعبر حياة آخر .؟ بغض النظر عن من هو هذا الآخر ..
أي إنسان يترك أثراً فينا .، سواء علِم بذلك أم لم يعلم .؟

.
.

هناك أناس نلتقيهم مرّة في حياتنا .،
فرصه واحده فقط تمنحنا إيّـاها الحياة .، لنعبرهم أو ليعبرونا .،
مرّه واحده فقط ليترك كل واحد منّـا أثراً في الآخر .، ويا تُرى أيّ أثر .؟
هؤلاء لا يُسمح لهم أو لنا بتكرار الخطأ ..
هي مرّه واحده فقط .. وتصرخ الحياة فينا معلنةً انتهاء الوقت ..
هؤلاء لا يمكننا تعديل أخطاءنا معهم .،
ولا يمكنهم أيضاً هم فعل ذلك معنا .، إنّها الفرصه الواحده التي لا تتكرّر ..

.
.

بعض الأحيان تقف في مكانٍ ما .، فتجد إنساناً يدخل .، يملأ المكان بطيبته .، بخفّة روحه ..
وتشعر بحقّ أنّه ترك فيك أثراً طيّباً ، ورائعاً ..
ربما هذا الإنسان لم يتحدّث معك .، ولا حتى مع أي أحد .،
ولكن حضوره يكون كافياً لترك أثر جميل ..
أو تدخل إلى مكانٍ ما .، وبنظرةٍ عابرةٍ تمُرّ على من هم قبلك في المكان ذاته .،
فتكتشف أنّ أحدهم ينتظرك .، رغم أنك لا تعرفُه .، ليترك فيك أثراً طيّباً .،
بحركته .، بإبتسامته .، أو حتى بحديثه مع الآخرين ..

.
.

أخاف { كثيراً من ترك الأثر ..
أخاف { أن أترك أثراً ثقيلاً على الآخرين ..
أحياناً يترك فيك أحدهم أثراً يدفعك للسعاده طيلة يومك .،
وأحياناً أخرى يترك أيضاً أحدهم أثراً فيك .، فـ يدفعك للإحباط .،
والإنكفاء على نفسك ..

.
.

.]كم هو مُخيف ترك الأثر هذا |.

.
.

كل شيء حولنا يترك أثراً فينا ..
ولكن أي أثر نتركه نحن .؟