خلقك الله ضعيفا لكي تلجأ الى قوته

[عيسى العنزي]

خلقك الله ضعيفًا كي تلتجئ إلى قوته،
"سبحان الله، الإنسان ضعيفٌا تهزمه الكلمة،
كيف لكلمة طيبة أن تسعده وتضيء يومه كله،
وكيف لكلمة مؤذية أن تحزنه فتقلب اليوم كله! كلمة!

الإنسان ضعيف، يهزمه النوم فلا يستطيع مقاومته،
يهزمه الجوع فلا يستطيع تجاهله، يهزمه المرض
فلا يملك ردّه ورفعه!


الإنسان ضعيف تهزمه المشاعر..
حين يضيق يشعر كأنه يتنفس من ثقب إبرة،
وحين يفرح يحسّ أن قلبه يكاد يطير من الفرح! مجرد
مشاعر! سبحان الله..

الإنسان ضعيف يهزمه البرد والحرّ، والحبّ والكره،
والخوف والقلق.. يتملّكه الخوف فيشلّ تفكيره
وحركته ولا يستطيع دفعه!

الإنسان ضعيف جاهل.. يتبنّى رأيًا ويدافع عنه
ويتشبث به، ثم يبدو له غيره بعد مزيد علم
فيعدل عن رأيه الأول..

ما أعظم الله وما أعظم إحاطته!

الإنسان ضعيف، قلبه ينبض بين جنبيه
لكنه لا يملك توجيهه!

الإنسان ضعيف جدا حين يسكب صديقه
هم أيامه في قلبه ويقول له في نهاية الحديث ،
مالحل؟!

ﻻ يحلها إلا الله أنا وأنت والجميع ضعفاء .

الإنسان ضعيف، جاهل، يخطئ، يغفل، ينسى،
يندم، يحتاج، يمرض، يجوع..
سبحان الذي جعل هذا المخلوق الضعيف يعمر الأرض!
سبحان الله العظيم الحكيم..

تأملك في ضعفك يزيد افتقارك له سبحانه،
وينمّي في قلبك الإيمان بقوته وعظيم سلطانه..
إن عرفتَ نفسَك يا ابن آدم، عرفتَ ربّك!

القرآن يعرّفك على الطبيعة البشرية بشكل مذهل..
بداية خلقها، منتهاها، صفاتها، أسرارها،
وصف دقيق لا يستطيعه إلا خالقها!

"ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشرٌ تنتشرون
" من تراب. خلق إنسانًا يأكل ويمشي ويتحرك ويفكر
ويضحك ويتكلم!

مهما قرأتَ من كتب علم النفس،
لن تجد ما يعرّفك بالنفس البشريّة خيرًا من القرآن!
خلقك الله ضعيفًا كي تلتجئ إلى قوته،
وتفتقر وتعود إليه.. فتقوى" خلقك الله ضعيفا لكي تلج