متلازمة النفق الرُسغي

[عيسى العنزي]

متلازمة النفق الرسغي هي حالة ينضغط بها العصب المتوسط الذي يتواجد في مقدمة الساعد والذي يغذي عضلات اليد ويمر من النفق الرسغي الذي يتشكل من مجموعة من عظام مفصل الرُسغ وعددها ثمانية، ويكون هذا الضغط بسبب التهاب في العصب او بسبب عوامل تشريحية معينة مثل انتفاخ الانسجة المحيطة بالعصب بشكل غير طبيعي والتي عادة تقوم بتليين العصب عند الحركة بما يتناسب مع حركة مفصل الرسغ مسبباً ذلك الألم وشعور غير مريح للفرد يمكن ان يمتد الى فترات زمنية مختلفة.
الاعراض والعلامات التي يمكن ان تصاحب متلازمة النفق الرسغي هي:

• تنميل ووخز وشعور بالحرقان خصيصا في المقام الأول من الإبهام والسبابة والوسطى والبنصر.
• الألم وضعف الإحساس في منطقة الرسغ بسبب تأثر المستقبلات الحسية في مفصل الرسغ.
• ضعف في عضلات اليد وبالتالي ضعف في الأداء الوظيفي للمفصل مثل سقوط الأشياء المحمولة باليد من الشخص.
• أحاسيس شبيهة بالصدمات من حين لآخر تنتشر في الإبهام والسبابة والوسطى والبنصر.
• يمكن ان يمتد الألم من مفصل الرسغ الى الساعد الى ان تصل الى مفصل الكتف.
• وقد تشتد الأعراض أثناء حمل شيء ما مع ثني معصمك، مثل أثناء القيادة أو قراءة كتاب.
• في كثير من الأحيان الناس لا تدرك الأسباب التي تؤدي للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي والتي يمكن ان تكون راجعة الى: الحركات المكررة مراراً وتكراراً للمفصل مثل الكتابة، او أي حركات أخرى خصيصا عندما تكون اليدين بمستوى اخفض من المعاصم. إضافة الى تضخم الغدة الدرقية، السمنة المفرطة في الجسم، التهاب المفاصل الروماتويدي، السكري، وخلال فترة الحمل والذي يحدث بنسبة 4% بسبب تغير هرمونات الجسم خلال هذه الفترة.
  أما عن عوامل الخطورة التي يمكن ان تساعد على الإصابة في متلازمة النفق الرسغي تمكن بـ : نوعية العمل للفرد والتي تتطلب حركات مستمرة وبشكل متكرر مثل الكتابة، واستخدام أجهزة الكمبيوتر، بعض المهن المختلفة مثل الحياكة وامين الصندوق ومصفف الشعر والموسيقي. إضافة للتاريخ الطبي للعائلة الذي يمكن ان يذكر وجود حالات تعاني من تضيف مفصل الرسغ. كذلك نوع الجنس حيث يعتبر أكثر انتشارا عند النساء من الرجال وتناول بعض الادوية التي تستخدم لعلاج سرطان الثدي، لذلك يعتبر هذا المرض أكثر شيوعا عند البالغين في العمر وكبار السن ونادر جدا عند اليافعين والصغار.

كيف يتم تشخيص متلازمة النفق الرسغي؟


يمكن ان يتم تشخيص متلازمة النفق الرسغي بالفحص السريري من قبل الطبيب المختص او المختصين في هذا المجال مثل اختصاصيو العلاج الطبيعي والوظيفي في العيادات والمستشفيات من خلال فحص يسمى (Phalen Test) وهو فحص يطلب به من المريض خلال وضعية الجلوس او الوقوف بثني المعاصم للأسفل لمدة لا تقل عن 60 ثانية كما هو موضح في الصور أدناه.



إذا كان المريض يعاني من متلازمة النفق الرسغي سيشعر بالألم والوخز والتنميل في المقام الأول من الإبهام والسبابة والوسطى والبنصر من اليد أثناء عمل الفحص المذكور أعلاه. كذلك يمكن ان يقوم الطبيب بعمل صور مخبرية مثل الاشعة السينية وصورة الرنين المغناطيسي وفحص السيلان العصبي وتخطيط العضلات للتأكد من تشخيص الحالة بشكل سليم ودقيق.
من أهم أساليب الوقاية التي يجب اتباعها لتقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي هي: التقليل من الجهد المفرط على مفصل الرسغ، اخذ فترات من الاستراحة بين الحين والأخر عند العمل، الانتباه المستمر لقوام الجسم السليم اثناء العمل وتأدية مهام الحياة اليومية، وتعديل بيئة العمل لتناسب راحة الجسم.


ما هي الطرق العلاجية لمتلازمة النفق الرسغي؟

هناك نوعين من الطرق العلاجية لمتلازمة النفق الرسغي ومنها: الطرق الغير جراحية والطرق الجراحية. حيث يلجئ الطبيب او المختص الى الطرق الغير جراحية خصيصا عند بداية الإصابة بالمرض ومنها:

• العلاج الكهرومغناطيسي: لتقليل الألم وتحسين الإحساس في مفصل الرسغ واليد.
• العلاج الحراري: حيث تستخدم الحرارة لزيادة تدفق الدم للمنطقة والعمل على ترميمها.
• العلاج البرودة: والذي يتم استخدام الكمادات الباردة لتقليل الالتهاب والالم.
• التمارين العلاجية: لتقوية عضلات اليد والرسغ.
• تمارين الاستطالة: للعضلات والانسجة المحيطة لتحرير العصب.
• استخدام الجبائر: والتي تحافظ على وضع مفصل الرسغ في الوضعية الصحيحة التي تقلل الضغط على العصب.
• الادوية: من خلال وصفة الطبيب المختص التي تعمل على تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
• حقن الستيرويد: والتي تقدم بوصفة طبيب مختص حسب الحاجة والحالة والتي تعتبر مضاد التهاب.

أما الحل الاخر وهو التدخل الجراحي والتي يلجئ لها الطبيب عندما لا يجدي التدخل الغير جراحي جدوى والتي تعتمد على شدة الألم بهدف تحرير العصب وتقليل الضغط الواقع عليه.