لا تقدموا إلا ماتستطيعون تقديمه

[توت احمر]

تقول إحداهن : تعودتُّ على مشهد أمي وهي تقوم بتغيير أسطوانة الغاز !! وعندما تعجز عن حملها
تنادي أحد إخوتي ليحملها للمطبخ ،
أو تطلب من إحدانا مساعدتها في ذلك ..
فكان من الطبيعي
إذن أن أتعلم تغيير الأسطوانة بنفسي لمساعدة أمي ،
وهذا ما فعلته بعد زواجي بقليل !!!
إذ جاهدتُّ نفسي حتى أدخلها للمطبخ وحدي ثم قمتُ بتغييرها ، وحين عاد زوجي من عمله فوجئ بما فعلتُ ،
واندهش كثيرا ،
فهو لم يتعود أن يرى النساء في أسرته تفعل ذلك .. وأثنى علي كثيراً كثيراً حتى ظننتُ أنني فعلت شيئاً خارقاً ، وإنجازا يجب المحافظة عليه والإستمرار على أدائه وهذا ماحدث للأسف .......
وظل لفترة طويلة يحدث به كل من يلتقي من أهلنا ويقول :
زوجتي تحمل وتغير الأسطوانة لوحدها !!
ثم تدور الأيام والشهور ويصبح تغييري للأسطوانة أمراً عادياً حتى بات ذلك من واجباتي الشخصية ...
حتى جاء يوم لم أستطع فيه تغييرها لعطل حدث فيها حيث كان الغاز يتسرب كلما قمتُ بفتحها ..
تركتها جانباً حتى عاد زوجي فأخبرته بأنني لم أتمكن من إعداد الغداء بسبب مشكلة تسريب الأسطوانة..
ثار علي وغضب بشده وتهكم قائلا: هوّ فيه وحدة ما تعرف تغير أسطوانة الغاز؟!!
ولا غداء جاهز ؟؟؟؟؟؟
اعلموا أن الأشياء
التي نتحامل على أنفسنا ونجاهد حتى نفعلها رغبةً في نيل رضا الآخرين
أو إسعادهم أو تخفيف العبئ عنهم تصبح
مع الوقت حقوقاً مكتسبة لهم وواجباتٍ ثقيلةً علينا تقيدنا وتنهك أرواحنا وأبداننا !!

فرفقاً بأنفسكم
وهوناً عليكم لا تقدموا للآخرين
إلا ما تستطيعون تقديمه دون زيادة
أونقصان ..

صدقوا أو لا ،،،،
ذلك سوف يبقي أواصر المحبة قوية ولا ينقص من رصيدها في قلوبكم أو قلوبهم بل يزيد ،،،