تأديب الأطفال في مرحلة ما قبل النطق

[توت احمر]

تنقسم تربية الأطفال حسب المراحل العمرية، فمثلا الأطفال الرضع وما دون عمر السنة،
لهم طريقة خاصة في التربية والرعاية فضلاً عن الطريقة الخاصة في التأديب والتعليم،
والأطفال ما بعد السنة الأولى وما دون السنة الثالثة لهم طريقة أخرى في التربية والتأديب
أكثر وعياً، حتى أنها تحتاج إلى مزيد من مراقبة التصرفات وردود الأفعال والتحدث إليهم
بشكل مستمر وغيرها من الطرق المعروفة، وفى هذا المقال سوف نتناول طرق تأديب
الأطفال بداية من مرحلة الرضاعة وصولاً إلى سن الثلاث سنوات.

حيث تعرف الثلاث سنوات الأولى من عمر الأطفال بالفترة الحرجة، وذلك نظراً لأن نمو الطفل
فيها يكون بشكل سريع سواء كان النمو الجسماني أو العقلي، وقد شبهت الكثير من
الدراسات الطفل في هذه المرحلة كأداة تخزين للتصرفات والأفعال والعادات وربما بعض
أنواع السلوكيات.‍

ومن المعروف أنه كلما كبر الطفل في العمر كلما ارتفعت لدية خصائص التطور الحركي
والمعرفي، لذا فأن للوالدين الدور الأساسي في استيعاب هذا النمو مع تقويم السلوكيات
الخاطئة لدى الطفل بطرق تربوية، فمثلا إذا أقدم طفلك على القيام بفعل خاطئ وكانت
الطريقة المتبعة من قبلك هي فقط قول كملة لا تعبيراً عن رفضك للفعل، فقد تلاحظ فيما
بعد أن طفلك يسعى لتكرار نفس الفعل غير المرغوب فيه وذلك لأنه من المحتمل أن يكون
طفلك يختبر ردك فعلك على نفس السلوك، لذلك فمن الأفضل تغير ردود الفعل حتى في
تعبيرات الوجه، حتى يقتنع طفلك أنه لا يستطيع دائما الحصول على الاستجابة المطلوبة
وبالتالي يبدأ هو نفسة في التغيير إلى سلوك أخر.

وقد تلعب البيئة وتحديداً الأسرية منها دوراً في طريقة تأديب الطفل دون اللجوء للعنف،
فمثلا أذا كان طفلك يتسبب في عدم ترتيب المنزل بسبب البحث عن أشياء قد تجذب انتباهه
أو تركيزه، فلا تحاول تعنيف طفلك، بل أعد ترتيب المنزل وركز على الأشياء التي يريدها،
وأجعله هو من يكتشف مكانها ويستكشف أمرها ولكن تحت مراقبتك.

أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يميلون بشكل كبير إلى استكشاف الأشياء حولهم
بأنفسهم، فحاول أن تساعدهم على ذلك مع الفرط في الموافقة والترحيب بكلمة نعم كلما
كان ذلك متاحا، وأجعل الأمور تحت مراقبتك لتقويم السلوكيات الخاطئة بطرق ودودة أولا
بأول، ويمكنك أيضا الاستعانة بدليل الطفل لمساعدتك في طرق تربية وتأديب أطفالك.

حاول أن تساعد طفلك على تحقيق ما يرد، فمثلا اصطحابه لقضاء بعض الوقت خارج المنزل
أو توفير بعض الرسومات والحرف اليدوية الآمنة يساعده على الانتباه والتركيز، حتى أن
المزيد من الأنشطة الإبداعية والرياضية واللعب تستزف بعض من طاقة الطفل مما يساعده
على النوم العميق وبشكل أفضل والذي بدوره ينتج عنه طفل أكثر توافقًا وأقل عنادًا.‍

ولابد هنا من تعظيم دور الوالدين في طريقة التربية والتأديب لأطفالهم، فمن المهم بمكان
للوالدين تعلم بعض الاستراتيجيات والأساليب الجاهزة لإعادة توجيه انتباه الطفل عندما يقدم
على سلوك غير مرغوب فيه، فمثلا من الممكن أن تحول انتباه الطفل إلى لعبة ما أو صورة
ما بهدف الإلهاء ونسيان السلوك الخاطئ.‍

تعليم الأيدي اللطيفة
أحد أكثر السلوكيات السيئة والأكثر شيوعاً التي يكررها الأطفال هي الضرب أو العض
أو الركل، فهم يقومون بمثل هذه الأفعال ليس بهدف إيذاء الآخرين أو من باب الميول إلى
العنف، ولكن يكون ذلك نوع من اختبار ردود الفعل عند فعل الشيء نفسه، وهنا يكون دور
الوالدين بضرورة تقويم سلوك الطفل وتعليمة طريقة آمنة ومناسبة للتعامل مع الآخرين.‍

فمثلا عندما يقوم طفلك بالضرب باستخدام اليد، حاول أن تمسك نفس اليد بلطف وتنظر إلية
في عينة وتشرح له ما هي وظيفة هذه اليد وتزرع في سلوكياته عدم استخدام الأعضاء في
إيذاء الآخرين، ومن الجيد أيضا محاولة إسقاط مثال واقعي حتى تصل الفكرة إلى طفلك،
كأن تقوم بالإمساك بكف اليد وملامستها لذراعك أو وجهك بلطف حتى يستوعب الطفل
الفرق في استخدام اليد بين اللطف والعنف. وهذه الطريقة سوف تفّهم الطفل أيضا
استخدام نفس الطريقة مع الآخرين وحتى الحيوانات الأليفة والأشياء سهلة الكسر.