عَشقتَ وكان عشقُكَ محضَ حَيْدَة وأحْكَمَ فيك داعي الحب قَيْدَه وقفتَ ببابها زمنا تعاني وعدت وقلبكُ المكسورُ عنده يريد العقلُ منك فراقَ حُبٍ ولم يجسر فؤادُك أن يردَّه ألا فاصبرْ فإن الصبرَ خيرٌ يبشرُ بانفراجٍ بعد شِدّه وعشْ حُراً ولا تقرب هواها، وأعدِدْ للفراق المرِّ عدّة ولا تكُ مُفلسا في كلِ حبٍّ. يُصَعِّرُ للخسان الغِيد خَدّه وَصُدّ بعقلك المختارِ شوقاً إذا ما القلب يأبى أن يَصُدّه فتبّاً للهوى أرْدَى عقولا وتبا للقلوب المستبدة.. فكم أضني الفؤادَ أنينُ شوقٍ وبعضُ الشوقِ لا نسْطِيعُ رَدّه تُبَاعِد ما تُباعد من حنين وتخطبُ عند غانيةٍ مودّة ؟! فلا تحسب إذا هَبّ اشتياقٌ بأن الحب قد يُنْجِيكَ وَحْدَه ونم ملءَ الجفونِ وقَرّ عينا فما أحنى الوسادة و(المخدة) وإن يَمْسَسك ايمانٌ بعشقٍ فأعقبه بإلحادٍ وَرِدّه ألا تباً لحب يعترينا ويحرقنا بنار الشوق بعده...!